للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اظهار الدعوة ويطعن في دولة بني العباس يقول فيها

إنا لنأمل أن ترتدّ الفتنا ... بعد التبعد والشحناء والأحن

وتنقضي دولة أحكام قادتها ... فينا كأحكام قوم عابدي وثن

فانهض ببيعتكم ننهض ببيعتنا ... إن الخلافة فيكم يا بني حسن

فبلغت المنصور الأبيات فكتب فيه إلى عبد الصمد بن علي وكان عامله على مكة فأخذه وقطع يديه ورجليه وجدع أنفه فلم يمت فدفنه حياً وكان دعبل الخزاعي هجاء للملوك جسوراً على أعراضهم متحاملاً لا يبالي ما صنع حتى عرف بذلك واشتهر فصنع على لسانه بكر بن حماد الباهري ممن كان دعبل يؤذيه ويهاجيه أبياتاً يهجو فيها المعتصم وذكر قوم أنها له وهي

ملوك بني العباس في الكتب سبعة ... ولم يأتنا عن ثامن لهم كتب

كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة ... كرام إذا عدوا وثامنهم كلب

وما أنت عندي في الوفاء ككلبهم ... لأنك ذو ذنب وما أذنب الكلب

فبلغت المعتصم الأبيات فأمر بطلبه فهرب إلى زويلة بلد السودان بناحية المغرب فمات بها وقيل بالأهواز وقيل لدعبل أنت القائل هذه الأبيات قال لا والله ولكن من حشا الله قبره ناراً يعثى إبراهيم بن المهدي اشاط بدمي لما هجوته بقولي فيه وهو خليفة

يا معشر الأعراب لا تقنطوا ... خذوا عطاياكم ولا تسخطوا

فسوف نعطيكم شريجية ... لا تدخل الكيس ولا تربط

والمعبديات لقوّاد كم ... وما بهذا أحد يغبط

وهكذا يرزق أصحابه ... خليفة مصحفه البربط

وكان المعتصم يلقب بالثماني لأنه اتفق له عدد الثمانية في كثير من أموره ولد في شهر شعبان وهو الثامن من شهور السنة وهي سنة ثمان وسبعين ومائة وهو ثامن بني العباس مولداً وثامنهم ولاية وكانت خلافته ثمان سنين وثمانية

<<  <   >  >>