والمال والعقار قلت وأين ذاك قال بالبصرة قال المنصور فلولا أن حق الصحبة منعني عنه كنت هممت به وشفيت نفسي منه فقلت له أتعرفني قال ما أثبتك معرفة ولا أنكرك من سوء قلت أنا المنصور فأسقط في يده ووقعت عليه الرعدة ثم قال يا أمير المؤمنين أقلني جبلت القلوب على حب من أحسن إليها فأقلته وانصرفت ثم طلبته بعد ذلك ليسامرني فلم أجده فكان البيداء أبادته قال أبو الفرج الأصفهاني وهذا الأعمى هو أبو العباس بن السائب بن فروخ من بني الليث وقيل من بني الديل بن بكر له في بني أمية مدائح أجزلوا له بها المنائح فمنها قوله
وكل خليفة ووليّ عهد ... لكم يا آل مروان الفداء
امارتكم شفاء حيث كنتم ... وبعض امارة الأمراء داء
وكنتم تحسنون إذا ملكتم ... وغيركم إذا ملكوا أساؤا
هم أرض لأرجلكم وأنتم ... لأيديهم وأعينهم سماء
ولي عمر رضي الله عنه رجلاً من قريش عملاً فبلغه عنه أنه قال
اسقني شربة ألذ لديها ... واسق بالله مثلها ابن هشام
فعزله فلما قدم عليه قال له أنت القائل وأنشده البيت قال نعم والقائل بعده
عسلاً بارداً بماء سحاب ... إنني لا أحب شرب المدام
فقال له عمر قاتلك الله كذا قلت ورده إلى عمله وأتى عبد الملك بمصلفة بن هبيرة الشيباني وكان ممن أخذ مع الخوارج فأمر بقتله وقال ألست القائل
ومنا سويد والبطين وقعنب ... ومنا أمير المؤمنين شبيب