للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخميس لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين فقال فيه ابن بسام من أبيات يرثيه بها

لله درّك من ميت بمضيعة ... ناهيك في العلم والآداب والحسب

ما فيه لولا ولا ليت فتنقمه ... وإنما أدركته حرفة الأدب

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى قال لي أبي إذا كتبت كتاباً فالحن فيه فإن الصواب حرفة والخطأ نجح أخذه بعض الشعراء فنظمه في قوله

إن كنت يوماً كاتباً رقعة ... تبغي بها نجح وصول الطلب

إياك أن تعرب ألفاظها ... فتكتسي حرفة أهل الأدب

وقال أبو عبيدة من أراد أن يأكل الخبز بأدبه فلتبك عليه البواكي ولقد أجاد أبو إسحق الصابي في قوله

قد كنت أعجب من مالي وكثرته ... وكيف تغفل عني حرفة الأدب

حتى انثنت وهي كالغضبا تلاحظني ... شزراً فلم تبق لي شيأً من النشب

واستيقنت أنها كانت على غلط ... واستدركته وأفضت بي إلى الحرب

الضب والنون قد يرجى اجتماعهما ... وليس يرجى اجتماع الفضل والذهب

والسبب في حرمان الأدباء ... موهبة الخط وخمول النجباء

ما ذكره بعض المنصفين منهم في قوله إن ذا الأدب لا يزال متسخطاً على دنياه ذاماً لحاله لما يرى من ميل الزمان للئامه وجهاله فهو لا يمدحهم لعلمه بقصورهم عن ادراك منظومه ولا يثاب إما بجهل ممدوحه وإما من إفراط بخله الناتج عن لومه وقيل للحسن البصري لم صارت الحرفة مقرونة بمن جعل العلم والأدب شعاراً والثروة بمن كساه الجهل والحمق عاراً فقال ليس القول كما قلتم ولا الأمر كما زعمتم ولكنكم طلبتم قليلاً في قليل فأعجزكم طلبتم المال وهو قليل عند أهل العلم والأدب وهم قليل ولو نظرتم إلى من تحارف من أهل

<<  <   >  >>