للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نادرة ولي المنصور سليمان بن راشد الموصل وضم إليه ألفاً من العجم وقال له قد ضممت لك ألف شيطان تذل بهم الخلق فلما أتى الموصل عاثوا في البلاد وقطعوا السبل فانتهى خبرهم إلى المنصور فكتب إليه أكفرت النعمة يا سليمان فأجابه وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا فقبل المنصور عذره وصرفهم عنه وقال المتوكل لأبي العيناء ما أشد ما مر عليك في ذهاب بصرك قال فوت رؤيتك يا أمير المؤمنين وحكى أن الحجاج طاف ليله فظفر برجلين سكرانين فقال من أنتما فقال أحدهما

أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره ... وإن نزلت يوماً فسوف تعود

ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره ... فمنهم قيام حولها وقعود

وسأل الآخر فقال

أنا ابن من ذلت الرقاب له ... ما بين مخزومها وهاشمها

تأتيه بالرغم وهي صاغرة ... يأخذ من مالها ومن دمها

فسأل الحجاج عن أبويهما فإذا أبو الأول باقلاني وأبو الاخر حجام فقال الحجاج أطلقوهما لأدبهما لا لنسبهما لئن أخطأ النسب فما أخطأ الأدب وقد أخذ بعض الشعراء قول الثاني فقال يمدح حجاماً في معرض التهكم والاستهزاء

أبوك حز النجاد عاتقه ... كم من كميّ أدمى ومن بطل

يأخذ من ماله ومن دمه ... لم يمس من ثائر على وجل

وممن رشق من الفهماء بسهام المقال ... فزبرها بعارضة أحد من النصال

عروة بن الزبير وذلك أنه دخل على عبد الملك بن مروان يوماً فلما استقر به المجلس تجاذب الجلساء أذيال المذاكرة وتساقوا أكواب المحاورة فذكر أخاه

<<  <   >  >>