للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن فرسان الخوارج قطري بن الفجاءة ويكنى أبا نعامة وخرج زمن مصعب ابن الزبير لما كان مصعب والياً على العراق من قبل أخيه عبد الله بن الزبير سنة ست وثلاثين وفي هذه السنة بويع عبد الله أخوه وعبد الملك بن مروان بالشأم فبقي قطري عشرين سنة يقاتل ويسلم عليه بالخلافة ذكر عنه إنه مر في بعض حروبه على فرس أعجف وبيده عمود خشب فدعا إلى البراز فبرز له رجل فحسر له عن وجهه فلما رآه الرجل ولي عنه فقال له قطري إلى أين قال لا نستحي أن نفرعنك وكذلك كان عبد الله بن حازم وشبيب الحروري يصيح في جنبات الجيش فلا يلوى أحد على أحد وفيه يقول بعض شعراء الخوارج في الجاهلية

إن صاح يوماً حسبت الصخر منحدراً ... والريح عاصفة والبحر يلتطم

ومن شجعان العرب وفرسانهم الفند الزماني كان يقاس بألف ذكر أنه حمل على فارس مردوف بآخر فطعنهما فانتظما في رمحه وقال شاعر يمدح شجعان العرب

فواحدهم كالألف بأساً ونجدة ... والفهم للعرب والعجم قاهر

وليس نظم الفند فارسين في طعنة بكبير فقد فعل مثل هذه الفعلة أبو دلف في بعض حروبه وفيه يقول بكر بن النطاح يذكر طعنته من أبيات

وإذا بدا لك قاسم يوم الوغى ... يختال خلت أمامه قنديلا

وإذا تلوذ بالعمود ولونه ... خلت العمود بكفه منديلا

وإذا تناول صخرة ليرضها ... عادت كثيباً في يديه مهيلا

قالوا أينظم فارسين بطعنة ... يوم اللقاء ولا تراه كليلا

لا تعجبوا لو كان مدّ قناته ... ميلاً إذا نظم الفوارس ميلا

<<  <   >  >>