للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آخر

أقول لها وقد ذهبت شجاعاً ... لدى الأبطال إنك لن تراعي

فإنك لو سألت بقاء يوم ... على الأجل الذي لك لن تطاعي

فصبراً في مجال الحرب صبراً ... فما نيل الخلود بمستطاع

وهرب رجل من الطاعون إلى النجف وكان بالكوفة فكتب إليه شريح القاضي أما بعد فإن الفرار لن يبعد أجلاً ولن يكثر رزقاً وإن المقام لن يقرب أجلاً ولن يقلل رزقاً وإنك والمكان الذي أنت فيه لا يعييان من لا يعجزه هرب ولا يفوته طلب وإن المكان الذي خلفته لا يعجل أحداً إلى حمامه ولا يظلمه شيأً من أيامه وإن النجف من ذي قدرة لقريب وهذا الطاعون هو الجارف وكان في شوال سنة تسع وستين هلك فيه في مدة ثلاثة أيام مائتا ألف وعشرة آلاف ومات فيه لأنس بن مالك ثلاثة وثمانون ولداً ولعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أربعون ولداً وأنشد بعض الشعراء يذكر فاراً أصيب

أبعدت في يومك الفرار فما ... جاوزت حتى انتهى بك القدر

لو كان ينجي من الردى حذر ... نجاك مما أصابك الحذر

آخر

فإذا خشيت من الأمور مقدراً ... وفررت منه فنحوه تتوجه

ولما وقع الطاعون بالكوفة فر عبد الرحمن بن أبي ليلى على حمار له يطلب النجاة فسمع منشداً يقول

لن يسبق الله على حمار ... ولا على ذي منعة طيار

أو يأتي الحتف على مقدار ... قد يصبح الله امام الساري

<<  <   >  >>