للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالوا اصطف من الاخوان من كان ذا عقل موفور يهتدي به إلى مراشد الأمور فإن الأحمق لا يثبت له وصال ولا يدوم لصاحبه على حال وقالوا اصطف من الاخوان ذا الدين والحسب والرأي والأدب فإنه ردء لك عند حاجتك وركن عند نائبتك وأنس عند وحشتك وزين عند عاقبتك وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه

أخلاء الرجال همو كثير ... ولكن في البلاء همو قليل

فلا يغررك خلة من تصافي ... فمالك عند نائبة خليل

وكم خل يقول أنا وفيّ ... ولكن ليس يفعل ما يقول

سوى خل له حسب ودين ... فذاك لما يقول هو الفعول

وقد صرح الشاعر في اعتبار الأخلاق واختيار الأعراق بقوله

وإذا جهلت من امرئ أعراقه ... وذكرتها فانظر إلى ما يصنع

إنّ النبات إذا استدام به الثرى ... مرج النبات به فطاب المرتع

آخر

صافي الكريم فخير من صافيته ... من كان ذا شرف وكان عفيفا

إنّ الكريم إذا تضعضع حاله ... فالخلق منه لا يزال شريفا

وقال علي رضي الله عنه الأخ رقعة في ثوبك فانظر بم ترقعه وقال العتابي لا تستكثرن من الاخوان إلا أن كانوا أخياراً فإن الاخوان غير الأخيار بمنزلة النار قليلها متاع وكثيرها بوار وقد قال الشاعر

لا تركننّ إلى أهل الزمان ولا ... تأمن إلى أحد واستشعر الحذرا

فإن شككت فجرّب من تعاشره ... حتى يقول لك التجريب كيف ترى

آخر

تخير من الاخوان كل ابن حرّة ... يسرّك عند النائبات بلاؤه

وقارن إذا قارنت حرّاً فإنما ... يزين ويزري بالفتى قرناؤه

<<  <   >  >>