للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو أهد مالاً فهو واهبه ... وأنا الحقيق عليه بالشكر

أو أهد شكراً فهو مرتهن ... بجميل فعلك آخر الدهر

آخر

وافق المهرجان حاشاك مني ... رفعة الحال وهي داء الكرام

فاقتصرنا على الدعاء وفيه ... عون صدق على قضاء الزمام

آخر

هديتي تقصر عن همتي ... وهمتي تفضل عن مالي

فخالص الودّ ومحض الولا ... أحق ما يهديه أمثالي

ومن واجبات شيم الأحرار ... حفظ ما أودعوه من الأسرار

وكان السر مما يجب على الاخوان أن يأخذوا أنفسهم ويروضوا به طباعهم لما فيه من الفضل وتمام الطبيعة والعقل يحكى أن رجلاً أراد صحبة انسان فسأل بعض أصدقائه عنه فأنشده

كريم يميت السرّ حتى كأنه ... إذا استنطقته عن حديثك جاهله

ويبدي لكم حباً شديداً وهيبة ... وللناس أشغال وحبك شاغله

فقال مثل هذا ينبغي أن يناط بمحبته القلوب ويطلع على خفايا السرائر والغيوب وهذان البيتان لكثير عزة من أبيات وأسر رجل إلى صديقه حديثاً فلما فرغ منه قال حفظته قال بل نسيته وقيل لعمرو بن ربيعة كيف كتمانك للسر فقال اجعله عوضاً من قلبي وشعبة من نفسي فيكون بخروجه خروجها وقيل لأعرابي ما بلغ من حفظك للسر قال أفرقه تحت شغاف قلبي ثم لا أجمعه وأنساه كأنني لم أسمعه وقالوا قلوب العقلاء حصون الأسرار وقالوا صدور

<<  <   >  >>