وكان علي بن الحسين بن علي الوزير المغربي لمح هذا المعنى بقوله
إذا ما الأمور اضطربن اعتلى ... سفيه يضام العلا باعتلائه
كذا الماء إن حرّكته يد ... طفا عكر راسب في إنائه
ومن أحسن ما ورد في هذا الباب ما حكى أن المعتصم لما أراد أن يشرف أشناس التركي عقب فتح بابك أمر أصحاب المراتب أن يترجلوا له فكان فيمن ترجل الحسين بن سهل فرآه حاجبه يمشي ويعثر فبكى رحمة له فقال له لا يهمنك ما تراه إن الملوك شرفتنا ثم شرفت بنا ولما عزل قتيبة بن مسلم وكيعاً عن رياسة بني تيم قال شاعرهم
فإن تك قد عزلت فلا عجيب ... ضياء الشمس يمحوه الظلام
وقال آخر يسلي معزولاً
عزلوه كالذب المصفى لا ترى ... حالاً مغيرة له عن حال
لم يعزلوا الأعمال عنه وإنما ... عزلوا العفاف به عن الأعمال
آخر
إنّ الولاية لا تتمّ لواحد ... إن كنت تنكر ذا فأين الأوّل
لا تجزعن فلكل وال معزل ... فكما عزلت فعن قليل تعزل
ومن أحسن ما قيل في تسلي معزول قول محمد بن يزيد الأموي في مالك بن طوق
ليهنك إن أصبحت مجتمع الحمد ... وراعى المحامي والمعالي عن المجد
وإنك صنت الناس فيما وليته ... وفرّقت ما بين الغواية والرشد