للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالرَّيْحَانُ}، ثبتها بالجبال الرواسي في نواحيها، وأرسل السحاب بمياهٍ تُحييها، وقضى بالفناء على جميع ساكنيها، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}.

من خدمه طامعًا في فضله نال، ومن لجأ إليه في رفع كربه زال، ومن عامله أربحه وقد قال: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.

*سبحانه*

إلهٌ يثيب عباده ويعاقب، ويهب الفضائل ويمنح المناقب، فالفوزُ للمتقي والعز للمراقب، {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.

أنعم على الأمة بتمام إحسانه، وعاد عليها بفضله وامتنانه، وجعل شهرها هذا مخصوصًا بعميم غفرانه، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}.

أحمده على ما خصَّنا فيه من الصيام والقيام، وأشكره على بلوغ الآمال وسبوغ الإنعام، وأشهد أنه الذي لا تحيط به العقول والأذهان {يَسْأَلُهُ مَنْ في السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ}.

وأن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أفضل خلقه وبريته، المقدَّم على الأنبياء ببقاء معجزته، الذي انشق ليلةَ ولادته الإيوان، {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

وعلى أبي بكرٍ رفيقِهِ في الغار، وعلى عمرَ فاتحِ الأمصار، وعلى شهيدِ الدار عثمان، وعلى عليٍّ كاشفِ غَمِّهِ سيدِ الشجعان، {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.

إخوتاه ..

جاء شهر الصيام بالبركات، فأكرم به من زائرٍ هو آت، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه بقدوم رمضان، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه يقول: "قد جاءكم شهُر رمضان، شهرٌ مبارك كَتَبَ الله عليكم

<<  <   >  >>