أنعم على الأمة بتمام إحسانه، وعاد عليها بفضله وامتنانه، وجعل شهرها هذا مخصوصًا بعميم غفرانه، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}.
أحمده على ما خصَّنا فيه من الصيام والقيام، وأشكره على بلوغ الآمال وسبوغ الإنعام، وأشهد أنه الذي لا تحيط به العقول والأذهان {يَسْأَلُهُ مَنْ في السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ}.
وأن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أفضل خلقه وبريته، المقدَّم على الأنبياء ببقاء معجزته، الذي انشق ليلةَ ولادته الإيوان، {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.
وعلى أبي بكرٍ رفيقِهِ في الغار، وعلى عمرَ فاتحِ الأمصار، وعلى شهيدِ الدار عثمان، وعلى عليٍّ كاشفِ غَمِّهِ سيدِ الشجعان، {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
إخوتاه ..
جاء شهر الصيام بالبركات، فأكرم به من زائرٍ هو آت، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه بقدوم رمضان، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه يقول: "قد جاءكم شهُر رمضان، شهرٌ مبارك كَتَبَ الله عليكم