للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في النار" (١)، ولذلك قلت مرارًا: إنني لا أتخيل السنة بدون رمضان، رمضان هو ترمومتر السنة، هو الضابط للسنة، وكأني بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها" (٢)، كأني بهذا المعنى في رمضان، كأن المعنى عندي تحترقون تحترقون طوال السنة، فإذا جاء رمضان أطفأ نيران السنة كلها فهو موسم عظيم جدًّا.

وكما قلت بأننى لا أتخيل السنة بدون رمضان، فإنني أقول: لا أتخيل والله وجه الأرض بدون الكعبة، وهذا شرف المكان، قال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة: ١٢٥]، فهذه الكعبة أمان وقيام للدين؛ لأنه إذا هدمت الكعبة قامت القيامة، وقد قال الله -عز وجل-: {جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [المائدة: ٩٧]، قال العلماء: تقوم به أديانهم، فقيام الدين بالكعبة أمرٌ ظاهر .. مادامت الكعبة موجودة فالدين موجود.

لذلك ينبغي أن تفقه هذا الأمر وتفهمه إذا أردت أن تؤدي عمرة رمضان؛ فاعرف شرف الزمان وشرف المكان.

[لماذا نعتمر؟]

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (٣)، فلابد من تحرير النية وتمحيصها قبل التفكير في أداء عمرة في رمضان، وإلا


(١) أخرجه ابن حبان (٤٠٩)، وصححه الألباني (٧٥) في "صحيح الجامع".
(٢) أخرجه الطبراني (١/ ٩١) في "الصغير"، وحسنه الألباني (٣٥٧) في "صحيح الترغيب والترهيب".
(٣) متفق عليه، البخاري (١)، ومسلم (١٩٠٧).

<<  <   >  >>