للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنك أنت الأعز الأكرم" (١)، فلا بأس؛ لثبوته عن ابن مسعود وابن عمر والمسيب بن رافع وعروة بن الزبير.

[مشاهد العبودية في العمرة]

المشهد الأول: استشعار المنة:

لا بد في البداية من معرفة فضل الله عليك بأن أذن لك بهذه العمرة، فالكعبة حُجَّةٌ لك أو عليك، الملك جل جلاله أدخلك بيته .. أتستحق هذا؟، والله لا أحد من المخلوقين يستحق ذلك ولكنه فضل الله الكريم، ولو عامل الله العباد بما يستحقون؛ فمن ذا الذي يستحق أن يدخله الله بيته؟!، فلذلك ينبغي أن تظل مستشعرًا فصلى الله عليك، أن أكرمك، وأدخلك بيته؛ فاحمده على ذلك.

الكعبة حجةٌ لك أو عليك، فكم من أناسٍ أكثرُ منك مالًا، وأصح منك جسمًا، وأعلى منك همة في طلب الدنيا؛ ولكنه لم يذهب إلى العمرة أليس كذلك؟ .. وكم من أناس معهم المال الكثير ويستطيع أحدهم أن يأتي بتأشيرة العمرة في ساعة واحدة وهو جالسٌ في بيته؛ أو لا يحتاج إلى تأشيرة أصلًا بل هو من أهلها ولكنه حُرِمَ من العمرة؛ لأنه لا يهتم بذلك، لا يعنيه ذلك، لم يقذف الله في قلبه هذه الرغبة، ليس عنده شوق إلى بيت الله؛ لذلك نريد الشوق إلى بيت الله ..

كنتُ جالسًا ذات يوم في الحرم أمام الكعبة وفوجئت ببعض الإخوة يقولون: تعالى يا شيخ من فضلك، قلت: ماذا حدث؟، قالوا: هناك رجل نريد أن تراه، دقيقة واحدة، لن نأخذ من وقتك كثيرًا، فذهبت معهم،


(١) صحيح موقوفًا على ابن مسعود وابن عمر، وصححه الألباني في "مناسك الحج" ص ٥٣.

<<  <   >  >>