للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السنة، والإقبال عليها سَنةً بعد سَنة، للإفادة من جوانبها المتعددة، وإحياءً لسُّنةِ الحبيب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - الذي قال: "من أحيا سنتي ففد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة" (١).

[هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاعتكاف]

وهديه - صلى الله عليه وسلم - في الاعتكاف كان أكمل هدي وأيسره.

فكان إذا أراد أن يعتكف وُضع له سريره وفراشه في مسجده - صلى الله عليه وسلم -، وبالتحديد وراء اسطوانة التوبة كما جاء في الحديث عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان إذا اعتكف طرح له فراشه، أو يوضع له سريره وراء اسطونة التوبة" (٢).

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُضرب له خِبَاءً على مثل هيئة الخيمة، فيمكث فيه غير أوقات الصلاة حتى تتم الخَلوة له بصورة واقعية، وكان ذلك في المسجد، ومن المتوقع أن يُضرب ذلك الخباء على فراشه أو سريره، وذلك كما في حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضرب له خِبَاءً، فيصلي الصبح، ثم يدخله" (٣).

وكان دائم المكث في المسجد لا يخرج منه إلا لحاجة الإنسان من بولٍ أو غائط؛ وذلك لحديث عائشة - رضي الله عنها - حين قالت: "وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكلفًا" (٤).


(١) أخرجه الترمذي (٢٦٧٨)، وضعفه الألباني (٥٠١) في "ضعيف الترمذي".
(٢) أخرجه ابن ماجه (١٧٧٤)، وضعفه الألباني (٣٩٢) في "ضعيف ابن ماجه".
(٣) متفق عليه، البخاري (١٩٢٨)، مسلم (١١٧٢).
(٤) متفق عليه، البخاري (١٩٢٥)، مسلم (٢٩٧).

<<  <   >  >>