إن أول واجب للاستعداد لرمضان: التوبة، اللَّهم تب علينا توبةً نصوحًا، اللَّهم تب علينا توبةً ترضيك ..
وذلك لأن التوبة وظيفة العمر، تلزم العبد في كل لحظة، قال الله عز وجل:{وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور: ٣١]، وكان - صلى الله عليه وسلم - يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة، وكان يُسمع منه في المجلس الواحد مئة مرة يقول:"رب اغفر لي وتب علي؛ إنك أنت التواب الرحيم"(١).
وليست التوبة كما تفعل دائمًا: تبت .. تقول: أستغفر الله بلسانك وقلبك غافل لاه .. أو تظن أن التوبة هي التوبة من النظر إلى المتبرجات، أو التوبة من الكذب والغيبة والنميمة فقط لا غير .. إنني أريد التوبة هذه المرة من حياتك .. التوبة من نمط الحياة التي نعيشها .. التوبة من نمط التفكير الذي تفكر به .. التوبة من الآمال العريضة التي نعيش لها .. التوبة من حياتنا ككل.
التوبة من هذه الحياة .. إننا نريد حقًّا أن نتوب، إننا نريد تجويد التوبة، نريد تدريبًا عمليًّا على توبةٍ جديدةٍ جيدة.
أخي .. قبل دخول شهر رمضان جدِّد التوبة .. حسِّن التوبة .. أتقِنِ التوبة .. اصدُقِ التوبة .. إنك بحاجة إلى أن تتوب أخي لا من الذنوب
(١) أخرجه الترمذي (٣٤٣٤)، وصححه الألباني (٧٣١) في "صحيح الترمذي".