هذه تهيئة لرمضان، وتقول السيدة عائشة - رضي الله عنه -: "ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم في شهر من السنة أكثر من صيامه من شعبان كان يصومه كله"(١)، وفي رواية:"كان يصومه إلا قليلًا"؛ فلذلك استعدَّ لرمضان بكثرة الصيام حتى تتعودَ النفس على الصيام .. قم الليل في شعبان، أكثر من تلاوة القرآن، وأكثر من ذكر الله تعالى .. تمهيدًا للدخول في رمضان.
قال السَّرِيُّ السَّقْطِي: السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، وأنفاس العبد ثمرتها، فشهر رجب أيام توريقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطفها، والمؤمنون قطافها.
ويقول بعض السلف: رجب شهر الغرس، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر جني الثمار، فإذا أردت جني الثمار في رمضان؛ فلابد من الغرس في رجب وسقي ذلك الغرس في شعبان.
إننى عندما أقول لك: صم في رجب وشعبان، وقم الليل فيهما، وتصدق فيهما، واغرس الأعمال الصالحة في رجب وتعاهدها بالسقي في شعبان؛ إنما أقول ذلك لكي تستشعر بعد ذلك في رمضان لذة الصيام، ولذة القيام وقراءة القرآن، ولذة الصدقة وسائر اللذات؛ لأن الأمر يحتاج إلى صبر ومصابرة وطول مُكْث .. لا يأتي من أول وهلة، وأيام رمضان قليلة، ومرور أيامه سريعة؛ فلذلك لا بد من الاستعداد الجِدِّي قبله بفترة كافية.
فإذا كنت من أهل الصدق وأردت فعلًا الاستعداد؛ فإليك أيها الحبيب برنامجًا عمليًّا للتأهيل والاستعداد: