(٢) مباشرة النساء: ومنها الجماع، فهذا الأمر يبطل الاعتكاف؛ لورود النهي عنه صريحا في قوله تعالى:{وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ في الْمَسَاجِدِ}[البقرة: ١٨٧].
(٣) الحيض والنفاس: فإذا حاضت المرأة المعتكفة أو نفَسَت وجب عليها الخروج من المسجد؛ وذلك للحفاظ على طهارة وقدسيه المسجد، وكذلك الجنب حتى يغتسل.
(٤) قضاء العِدَّة: وذلك إذا تُوفِّي زوج المعتكفة وهي في المسجد، وجب عليها الخروج لقضاء العدة في منزلها.
(٥) الرِّدَّة: حيث إن من شروط الاعتكاف الإِسلام، فيبطل اعتكاف المرتد.
[أهداف الاعتكاف]
لا بد أيها الأحبة في الله من تحديد الأهداف المطلوبة وراء هذا العمل العظيم؛ لأن معرفة الأهداف وتحديدها يجعل النفس تتشرف لها وتتطلع إليها دومًا وتحرص على تحصيلها .. وهي كثيرة:
(١) تطبيق مفهوم العبادة بصورتها الكلية:
يؤصل الاعتكاف في نفس المعتكف مفهوم العبودية الحقة لله -عز وجل-، ويدرِّبه على هذا الأمر العظيم الذي من أجله خلق الإنسان؛ إذ يقول بالحق تبارك وتعالى: ({وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: ٥٦]، حيث إن المعتكف قد وهب نفسَه كلَّها ووقته كله متعبدا لله -عز وجل-، فالإنسان كثيرًا ما يضيع أوقاتًا ثمينة، قضاها في أمورٍ مُباحة دون أن ينويَ بها طاعة الله -عز وجل-، وفي هذا المدار تسير حياته، ويعيش كثيرًا من ساعات الغفلة