مقبولٌ بغير حساب ولا عذاب، ومن صام رمضان وهو يعزم إذا ذهب رمضان أن يعصي الله تعالى، فصومه مردود عليه، وعمله غير مقبول منه.
فليت شعري من هذا المحروم فنعزيه؟، حتى يكون عزاؤنا له إلزامًا له ببداية توبته واستكمال استقامته، وحذره من أن لا يأتيه رمضان آخر، حتى يكون ذلك تحذيرًا له من أن يأتيه الموت بغتة، {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٨) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الزمر: ٥٦ - ٥٩].
[وقد يسأل: كيف أعرف أنني من المقبولين؟]
والجواب والله أعلم:
(١) أن يجد قلبه أقرب إلى الله، وآنس به وأحب إليه، فهذه ثمرة الطاعة وعلامة القبول.
(٢) أن يحب الطاعات ويقبل عليها، ويشعر أن أبوابها تتفتح له وييسر له فعلها، ويشعر أن أبواب المعاصي تغلق عنه ويصرف عنها، ويكرهها ويستنكف عن فعلها.
(٣) أن لا يفقد الطاعات التي كان يقوم بها في رمضان، بل يواظب عليها، بل ويستحدث بعد رمضان أعمالًا لم تكن له قبل رمضان.
(٤) أن لا يعود إلى الذنوب التي تاب منها في رمضان، فقد تكلم العلماء فيمن تاب من ذنب ثم عاد إليه، أن هذا دليل على أن توبته لم تقبل؛ لأنها لو قبلت لما عاد إلى الذنب مرةً أخرى، لذلك ثبت في الحديث أن "من أساء في