للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن ندمك على ما فاتك يُرضي الله عنك فيرحمك، فأبشر مادمتُ نادمًا عازمًا.

أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن أبشر فأنت مسلمٌ موحد تصلي وتذكر الله وتحب نبيك محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فيرجى لك ومنك الخير.

أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن حاول مرة أخرى، وتأسَّ بالنمل، المخلوق الضعيف الذي يحاول مرات ومرات؛ حتى يسلك الطريق الذي يريده.

أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن أبشر؛ فإن لك ربًّا هو الله، الغني القوي الحنَّان المنَّان الملك الرحمن الرحيم الودود اللطيف يقول: "من تقرب مني شبرًا تقربت إليه ذراعًا".

أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن أبشر بجنةٍ عرضها السموات والأرض إن استقمت وعُدْتَ إلى الله.

أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن لازالت معك الجوهرة العظيمة، والمعجزة الخالدة، تراها وتمسكها بيدك: القرآن الكريم، فاسعد به واتْلُهُ ليلًا ونهارًا.

أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن أبشر وتفاءل بندمك وتوبتك وتحسرك على ما فات منك، فتلك علامة صحة قلبك، وادع الله أن يبلغك الخير.

أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن انتظر أن نقول لك: تهانينا.

ليت شِعري من المحروم فنعزيه؟، حتى يحبس نفسه على طاعة الله ويمنعها من مألوفاتها ومحبوباتها وشهواتها، ويعلم أن ذلك الحرمان إنما أصابه لاستغراقه في تحصيل شهواته، ولتركه سنن النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قعدت به عاداته ومألوفاته عن فوزٍ عظيم. يا حسرةً على ما فاته!! ..

من صام رمضان وهو يعزم إذا ذهب رمضان أن لا يعصي الله تعالى؛ فإنه

<<  <   >  >>