كيف يعيش المسلم يومًا من أيام رمضان؟، يأتي هذا الكلام؛ لأن الأمة -وللأسف الشديد- لم تذق طعم رمضان منذ أن ذاقت طعم الهزيمة، منذ أن عاشت معنى الذل للأعداء، منذ أن تخبطت وتلونت ولم تذق طعم النصر ولم تَتَوَجَّه إلى الله عَزَّ وَجَلَّ وحده، ولو صامت الأمة يوما كما ينبغي منذ جرى لها ذلك؛ لتغيرت، ولو تغيرت لغير الله حالها، قال تعالى:{إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرعد: ١١].
ولكي نعيش رمضان كما ينبغي ونصنع فيه صناعة الرجال، فلابد من السير على الخطوط الرئيسية الآتية:
أولًا: تحديد الأهداف:
أيها الأخوة، إننا بحاجة إلى تحديد الأهداف التي ندخل بها رمضان، ثم رسم الطريق لتحقيق هذه الأهداف، ثم وضع خطة للتقويم .. تقويم العمل، ثم متابعة تحصيل الثمار. إن الناس اليوم إذا أراد أحدهم أن يقوم بمشروع يستثمر فيه أمواله؛ فإنه قبل كل شيء لا بد أن يقوم بعمل دراسة جدوى، وقبل أن يجتمع المجتمعون في أي اجتماع ذي شأن لا بد أن يضعوا برنامج عمل أو جدول أعمال، هذا في عرف أهل الدنيا، هذا أصل عندهم، أفلا يكون هذا أصلًا عند أهل الآخرة، لا سيما وهم يطلبون أعلى شيء وهو الجنة؟!، فهم بهذا أولى.
نعم والله: أهل الآخرة أحق أن يقوموا بعمل دراسة جدوى لصيام