للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشرفاء؛ فليجعل قيام الليل دأبه لأنه دأبهم وعلامتهم، وكأنك تستشعر من كلمة الدأب المداومة والصبر والاجتهاد في هذا العمل، فاجتهد فيه كجهدهم تكن منهم.

(٧) القيام شفاء وعافية:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد" (١)، سبحان الله العظيم الذي من عرفه لم يبخل عليه بِنَفَسٍ من أنفاس حياته، فإنه نِعْمَ التعامل مع الكريم، إذا ضحيت لله بجزء من راحتك عوضك عن ذلك راحة أكثر وصحة أفضل، بل إنه سبحانه يجعل قيامك له وأنت تغالب شهوة النوم فتطردها، فيجعل الجزاء من جنس العمل، أن يطرد مقابل ذلك: الداءَ عن جسدك، فإلى الباحثين عن الصحة، عليكم بقيام الليل فإن رضى الله وقَبِل؛ طرد الأمراض والأدواء عن أجسادكم.

(٨) عصمة من الذنوب:

مر معنا في الحديث السابق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر في مناقب قيام الليل أنه منهاة عن الإثم، نعم والله:

كيف لقلبٍ ذاق حلاوة قيام الليل أن يصبح فيعصي ربه:

كيف لقلبٍ استشعر في الليل وهو قائم رؤية الله له ومباهاته، به ثم يصبح فيعصي الله.

كيف لقلب بات يناجي ربه ويتلذذ بكلمات الله، ثم يصبح تاركًا طاعة به، إنها المكافأة.


(١) أخرجه الترمذي (٣٥٤٩)، وحسنه الألباني (٢٨١٤) في "صحيح الترمذي".

<<  <   >  >>