للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تبارك وتعالى، فهذا وعده سبحانه في الحديث القدسي قال: "لا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه" (١).

وشعور المعتكف بهذه المحبة تجعله يعمل على المحافظة عليها في حياته بعد الاعتكاف؛ لأن محبة الله له أثمن ما يملك الإنسان في الدار الفانية، والدار الباقية، ولابد له من العمل على تنمية هذه المحبة عن طريق زيادة القرب من الله -عز وجل-؛ لأن العبد كلما إزداد تقربًا إلى الله -عز وجل- زاده الله قربًا منه، وأثابه على القليل من هذا التقرب بالأجر والثواب العظيم، فعن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرٍ منهم، وإن تقرب إليَّ شبرًا تقربتُ إليه ذراعًا، وإن تقربَ إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هَرْوَلة" (٢).

(١٥) تزكية النفس:

قال سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى: ١٤]، والتزكية هي تطهير النفس، ورفع مكانتها عند الله -عز وجل-، بطاعته تبارك وتعالى، والاعتكاف مَيدانٌ رئيسي في تطهير النفس، وعند استمرارية مفهوم التزكية من اعتكف في مرحلة ما بعد الاعتكاف، فيحرص دائمًا على تطهير النفس من كل أمرٍ ليس فيه رضي الله تبارك وتعالى؛ فيكون ذلك عنوان فلاحه ونجاحه في دنياه وآخرته.

(١٦) صلاح القلب وجمعه على الله -عز وجل-:

وهذا مجْموعٌ فيه فضائل الاعتكاف كلها؛ إذ إن المعتكف إن أخلص النية


(١) أخرجه البخاري (١١/ ٣٤٨، ٣٤٩).
(٢) متفق عليه، البخاري (٦٩٧٠)، مسلم (٢٦٧٥).

<<  <   >  >>