ممكنة، أذكار الصلاة ثم الدعاء .. ثم انشغل بذكر الله حتى يأتي وقت الطعام وتُدعى إليه.
(٩) اضبط بطنك في هذا الاعتكاف، فإن أخسرَ وقتٍ تفقده هو الذي تقضيه في الحمَّام، فكُلْ ما تيسر ببساطة مما تم إعداده في المسجد، ولا تأمر ولا توص أن يأتيك الطعام من البيت أو من الخارج، ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.
تواضع وكل مما تيسر، وتعلَّم أن ما يَسُدُّ الرَّمَق ويقيم الأَوَد يكفي، فلا تأنف أن تأكل كِسرةً من خبز، ولا تتأفف من تصرفات مَنْ حولك أثناء الطعام، ألزم نفسك الذل لله، وترك التنعم في هذه الرحلة مع الله في الاعتكاف في بيته، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن عباد الله ليسوا بالمتنعمين، وكان يكره كثيرًا من الإرفاه"(١).
(١٠) فترة الأكل لا تتجاوز خمس دقائق أو عشر دقائق على الأكثر، وقم فورًا، ادخل الحمام قبل الزحام، جدِّد نشاطك، توضأ، غيِّر ملابسك إن أمكن، خذ مكانك في الصف الأول، صل ٦ ركعات بخشوع "صلاة الأوابين" إلى أذان العشاء.
(١١) اعلم أن القادمين لصلاة العشاء يختلفون عن المعتكفين، فقلوبٌ مقيمة في المسجد تختلف عن قلوبٍ أتت من الدنيا وهمومها؛ فاحذر المخالطة "اختبئ".
(١٢) صلاة العشاء والتراويح يجب أن تختلف عند المعتكف عما ذي قبل: حضور القلب .. استشعار اللذة .. حلاوة المناجاة .. لذة الأنس بالله ..
(١) أخرجه أحمد (٥/ ٢٤٣)، وحسنه الألباني (٣٥٣) في "السلسلة الصحيحة".