ها هو الضيف الكريم يلوح بالرحيل، تمضي أيامه مسرعةً وكأنها حلمٌ جميل.
فيأيها الضيف الكريم على رِسلك؛ فقلوبنا لازالت مشتاقةً إلى وَصْلِك.
انتظر .. تمهل فما أجمل مقامك، وما أحلى أيامك .. وما أمتع صيامك!!
لقد ذقنا فيك لذةً في غيرك ما ذقناها, لقد عشنا فيك عيشةً في غيرك ما عشناها!
فكيف ترحل عنا بعد أيام لنا حُلوة قضيناها؟!، إن رحيلك عنا مصيبةٌ أبدًا لن ننساها ..
ولكن تلك مقادير ربي قدرها وسواها، فاللَّهم أجرنا في مصيبتنا يا رب ..
إخوتاه ..
ولَّت أيامُ رمضانَ مسرعة، ولم يبقَ منه إلا أيامٌ قلائل، ووجب علينا التنبيه، والتنويه لما فات ولما بقي .. بقي إخوتاه عشرة أيام .. فانتبهوا فسوف تمر هي الأخرى كلمح البصر.
ألا فشمروا عن ساعد الجد في هذه العشر، واهجروا لذيذ المنام، واقتدوا بنبيكم - صلى الله عليه وسلم -، فقد كان يخص العشر الأواخر بأعمال لا يعملها في بقية الشهر؛ يخصها بالاعتكاف والقيام، والاغتسال كل ليلة بين العشاءين، والتنظف والتطيب، وإحياء الليل كله، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -