الصادق على الخير، واجعلوا هممكم مصروفةً إلى حراستها لا غير؛ فإنها عشرٌ بالبركات الوافرة قد حُفَّت، وبالكرامة الظاهرة قد زُفَّتِ، فأعدوا لقدومها عُدَّة، واسألوا الله فيها التوفيق إلى أن تكملوا العِدَّة، والحذرَ الحذرَ من التفريط والإهمال والتكاسل فيها عن صالح الأعمال.
قال الله سبحانه وتعالى:{وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا}[الإسراء: ١٩].
إن شهر رمضان قد قَرُبَ رحيلُهُ وأَزَف، وهو ذاهبٌ عنكم بأفعالكم، وقادمٌ عليكم غدًا بأعمالكم، فياليت شِعري ماذا أودعتموه، وبأي الأعمال ودعتموه، أتراه يرحل حامدًا صنيعكم أو ذامًّا تضييعَكم، ما كان أعظم بركات ساعاته، وما كان أحلى جميع طاعاته، كانت لياليه عتقًا ومباهاة، وأوقاته أوقات خَدَمٍ ومناجاة، ونهاره زمان قربة ومصافاة، وساعاته أحيان اجتهاد ومعاناة، فبادروا البقية بالتقية قبل ذوات البر ونزولِ البرِّيَّة وتخلى عنك جميع البرِيَّة.
أين المخلصُ المتعبد، أين الراهبُ المتزهد، أين المنقطعُ المتفرد، أين العاملُ المجوِّد، هيهات .. بقى عبدُ الدنيا وماتَ السيد، وهلكَ من خطؤه خطأ وعاش المتعمد، وصار مكان الخاشعين كلُّ منافقٍ متمرد .. رحل عنك شهر الصيام، وودعك زمانُ القيام، وألح النصيحُ وقد لام، أفتشرق شمسُ