للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تب أيها المسكين من الكسل، فقد استعاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - منه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال" (١)، فاستعذ بالله وانتفض قائما، واعمل بما علمت، هذه توبة ..

(٢) ضعف اليقين في الوعد والوعيد:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة" (٢)، أنا قلت الآن: سبحان الله وبحمده ونظرت في الساعة فإذا هي ثانية واحدة، لو ثبت يقينك في هذا الوعد أنك تكتسب بالثانية الواحدة نخلة في الجنة، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نخلة في الجنة إلا وساقها من ذهب" (٣) فوزن ساق نخلة من ذهب مئات الكيلوات، هذا ثمن كل ثانية من عمرك، وأنت تضيعه شذر مذر .. لا تبالي ولا تذر، وإنما أتيت من ضعف يقينك، لو ثبت يقينك في ذلك الوعدة ما ضيعت لحظة من عمرك وما ركنت إلى الكسل وترك العمل .. اعمل يا كسلان.

(٣) الترخص المهين:

بعض الناس يريد التفلت من الدين ولكن بدين، فهو يبحث عن الرخص، ويتخذ الخلاف بين العلماء مسوغًا للهروب، فكل المسائل عنده فيها خلاف بين العلماء، وهو يرجح فيها بهواه، ويختار ما يوافق شهوته، ويظن أنه على شيء، {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٨) اسْتَحْوَذَ


(١) متفق عليه، البخاري (٢٧٣٦)، ومسلم (٤/ ٢٠٨٨).
(٢) أخرجه الترمذي (٥/ ٥١١)، وصححه الألباني (٦٤٢٩) في "صحيح الجامع".
(٣) أخرجه الترمذي (٤/ ٦٧١)، وصححه الألباني (٥٦٣٧) في "صحيح الجامع".

<<  <   >  >>