للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهدف الثاني: استحضار نية المغفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (١)، هذا الحديث يحتاج إلى وقفة.

ينبغي أن تنتبه لتلاحظ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترط أن تصوم إيمانًا واحتسابًا، فهل أنت تصوم إيمانًا واحتسابًا؟!

هل تعرف بدايةً ما معنى إيمانًا واحتسابًا؟، لعلك تصوم كما يصوم الناس فتمتنع عن الأكل والشرب والجماع من الفجر حتى المغرب، إذا أذن المغرب تفطر وإذا أذن الفجر تمسك "أتوماتيكيا"، أين النية؟!، أين الاحتساب؟!

إن من العجيب أن تجد بعض الناس يتساءل، هل لا بد أن تنوي لصيام رمضان؟، أقول: نعم، لا بد أن تُبَيِّتَ النية، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يبيِّتَ الصيامَ من الليل فلا صيامَ له" (٢)، لا بد من النية.

دعك من هذه الآلية في الحياة، قد يقال: سمعت بعض الناس يقولون: السحور نية، أقول لك: نحن لا نأمرك أن تقول: نويت أصوم يومًا من أيام رمضان فرضًا عليَّ لله العلي العظيم، هذا بدعة، لكن الذي أريده: أن يستحضر قلبك أنك ستصوم لله.

لماذا؟؛ إيمانًا: يعني استسلامًا للملك سبحانه وتعالى؛ يا رب، أمرتني أن أصوم فصمت.

واحتسابًا: أن تحتسب الأجر عند الله.


(١) متفق عليه، البخاري (٣٨)، مسلم (٧٦٠).
(٢) أخرجه البيهقي (٤/ ٢٠٢)، وصححه الألباني (٦٥٣٥) في "صحيح الجامع".

<<  <   >  >>