للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالذكر والصلاة وإقبالك بكليتك على الله، إن الذي يأتي إلى الصلاة متأخرًا سيظل قلبه مشغولًا بما هو فيه من هموم الدنيا أثناء الصلاة؛ ولذلك تلاحظ أن أول الناس دخولًا إلى المسجد هم آخر الناس خروجًا، والعكس صحيح، وما ذلك إلا لما ذكرته لك.

(١٠) المبكر إلى الصلاة يتمكن من قراءة القرآن بين الأذان والإقامة، لقد ذكرت لك مرارًا كيف تختم القرآن كل ثلاثة أيام، وذلك بأن تبكر إلى الصلاة وتقرأ جزءًا قبل الصلاة بين الأذان والإقامة، وبعد الصلاة تقرأ جزءًا آخر، إذًا تقرأ في كل صلاة جزئين، في الخمس صلوات تكون قد قرأت عشرة أجزاء؛ فتختم القرآن في ثلاثة أيام.

(١١) يتمكن المبكر إلى الصلاة من الدعاء بين الأذان والإقامة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد" (١)، وكذلك تتمكن من الإتيان بأذكار الصباح والمساء بعد الصبح وقبل المغرب.

(١٢) إن من يأتي إلى الصلاة مبكرًا يأتي غالبًا بسكينة ووقار فيكون ممتثلًا لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيحوز حبه، قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، ولكن ائتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتموا" (٢)، وفي الرواية الأخرى: "إذا أتيتم الصلاة ائتوها بسكينة ووقار"، من يأتي إلى الصلاة مبكرًا يأتي ماشيًا، ومن يأتي متأخرًا يأتي مسرعًا.

هذه بعض فوائد التبكير إلى الصلاة، والتبكير يكون في كل الصلوات، ولكني أخص بالذكر الفجر والمغرب، وأحب أن أنبهك أن تستيقظ لصلاة الفجر لله وليس للعمل أو للسحور والأكل والشرب أو غير ذلك، بل لله


(١) أخرجه أحمد (٣/ ١١٩)، وصححه الألباني (٢٦٥) في "صحيح الترغيب والترهيب".
(٢) متفق عليه، البخاري (٦٠٩)، مسلم (٦٠٣).

<<  <   >  >>