للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجدناها ثلاثية الأصول (ولوأن ذلك تم في طور متأخر)، ووجدنا أن العناية فيها تنصب على الحروف الساكنة، وهي التي تراعى في كتابة هذه اللغات جميعا دون الحروف اللينة أوحروف المد (وهي ألف، وواو، وياء)، أوأن العناية بالأولى أشد من العناية بالثانية على الأقل، وهذا عينه ما يحدث في الاشتقاق من الكلمات المعربة، أي حذف الحروف اللينة والإبقاء ما أمكن على ما عداها)) (١).

وإذا كان مجمع اللغة أقر هذا الاشتقاق إلا أنه لا ينبغي أن يجترئ ((على هذا الصوغ والتكثر منه إلا الأديب الطلعة الذي يسبق عصره في ارتياد المجاهيل لاستخراج صيغ غير مستعملة يجيد وضعها في الموضع المناسب من شعره أو نثره، فتجري على الألسن وتستحسنها الطباع)) (٢).

ـ بعض معان لصيغ صرفية ذكرها أبوالعلاء:

أثناء شرح أبي العلاء للديوان ذكر عرضا بعض معان لصيغ صرفية، نلخصها فيما يلي:

(١) تَفَاعَلَ: من معاني هذا الوزن التي ذكرها: ((إظهار الإنسان شيئا ليس من خلقه ولا غريزته)). قال: ((التفاعل يقع من الإنسان إذا أظهر شيئا ليس من خلقه ولا غريزته. يقال: ((تَكَارَمَ)) الإنسان؛ إذا فعل فعلا يوهم أنه كريم. وكذلك قوله:

((تَطَاوَلَ)) أي: أظهر أنه من أهل الطَّوْل؛ أي: الفضل)) (٣).


(١) أضواء على لغتنا السمحة: محمد خليفة التونسي، ص ١٣٨، كتاب العربي، الكتاب التاسع ١٩٨٥م، الكويت
(٢) شعر أبي تمام دراسة نحوية: د. شعبان صلاح، ص ١٢٥ [دار الثقافة العربية ط١ ١٩٩١م]
(٣) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١٠٠ب٨]، ومن المعاني التي ذكرها التبريزي لصيغة ((تَفَاعَل)) موافقا أبا العلاء: التشريك بين اثنين فأكثر، فيكون كل منها فاعلا في اللفظ مفعولا في المعنى. قال التبريزي: ((يقال: تواضخَ الرجلان؛ إذا فعل كلُّ واحد منهما مثل فعل
الآخر)). [٣/ ٢١٥ب٢٠]. وقال في موضع آخر: ((وإذا كانت المفاعلة من اثنين جاء كل واحد منها على فعيل، فقعيدك الذي يقاعدك وأنت أيضا قعيده، وكذلك المنادمان كل واحد منها نديم الآخر ومثله كثير)). [٢/ ٢٤٨ب١٨]

<<  <   >  >>