للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البيت المشهور من شعر غيره فيزيده في شعر نفسه على المعنى الذي يسمى التضمين)) (١).

وعبارات أبي العلاء: ((وقد كانت الشعراء في القديم)((وهو في الشعر أسوغ)) و ((وقلما يستعمل الشعراء)) ... توحي بأن القصيدة ـ في نظر لغويينا القدامى ـ كانت ((بناء تدخل في تكوينه عناصر نمطية مختلفة ومتكررة، ولكنها نمطية لا تجعل بالضرورة من أبنية القصائد المختلفة صيغة شعرية ذات معنى واحد)) (٢).

[ـ العنصر الخامس من عناصر المنهج: تأويل البيت كل التأويلات الممكنة في غياب القرينة المحددة لمعنى معين]

كان أبوالعلاء يقدم للبيت كل المعاني (٣) الممكنة، وذلك في غياب القرائن (٤) المحددة لمعنى محدد أوالمرجحة لمعنى على معنى؛ إذ إن ((تعدد المعنى يكشف عن عدم كفاية القرائن)) (٥). ففي حالة غيابها كان يذكر كل المعاني الممكنة (٦).

وكان يعتمد في إثراء معنى البيت على الأمور الآتية:

أـ توظيف المعاني المعجمية المختلفة للفظة الواحدة في تأويل البيت:

فالكلمة التي لها أكثر من معنى معجمي كان أبوالعلاء يوظفها في إثراء معنى البيت طالما أن المعنى أوالسياق يسمحان بذلك. وقد وظف هذا الأسلوب في عشرين موضعا منها:


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٣٥٢ ـ ٣٥٣].
(٢) د. إبراهيم عبد الرحمن: من أصول الشعر العربي القديم، ص ٢٥، مجلة فصول، ع تراثنا الشعري، مارس ١٩٨٤م
(٣) كان أبوالعلاء يسمى هذه المعاني: تأويلا، أوتأوُّلا، ينظر: ٤/ ١٥٢.
(٤) تراجع جزئية توظيف القرائن، والتي ذكرنا منها: قرينة السياق، وقرينة الاستعمال اللغوي، وقرينة الخصائص الأسلوبية للشاعر ... .
(٥) البيان في روائع القرآن: د. تمام حسان، ١/ ١٦٤، [مكتبة الأسرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ٢٠٠٢].
(٦) بلغ عدد الأبيات التي قدم لها أبوالعلاء أكثر من تأويل ١٧٥ بيتا.

<<  <   >  >>