للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طرابلس الشام، وكانت بها خزائن الكتب قد وقفها ذوواليسار من أهلها (١)، ثم رحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، أقام بها سنة وسبعة أشهر، ثم رجع إلى بلده؛ فأقام ولزم منزله إلى أن مات (٢).

[(٢) مكانته وفضله]

كان غزير الفضل، شائع الذكر، وافر العلم، غاية في الفهم، عالما باللغة، حاذقا بالنحو، جيد الشعر، جزل الكلام، شهرته تغني عن صفته، وفضله ينطق بسجيته (٣)، قال الإمام الذهبي: ((ولو تكسب بالمديح؛ لحصَّلَ مالا ودنيا؛ فإن نظمه في الذروة، يعد مع المتنبي والبحتري)) (٤).

وقال الباخرزي [في دمية القصر]: ((أبوالعلاء ضرير ما له ضريب، ومكفوف في قميص الفضل ملفوف، ومحجوب خصمه الألد محجوج، قد طال في ظل الإسلام آناؤه، ولكن ربما رشح بالإلحاد إناؤه، وعندنا خبر بصره، والله العالم ببصيرته والمطلع على سريرته)) (٥).

ولما عاد إلى المعرة في سنة أربعمائة لازم منزله، وشرع في التصنيف، وأخذ عنه الناس، وسار إليه الطلبة من الآفاق (...) وكاتبه العلماء والوزراء والفضلاء، وأهل الأقدار، واختاروا عليه التصنيفات؛ ففعل، وكان نادرة زمانه (٦).

كان يملي تصانيفه على الطلبة من صدره، وقال فيه تلميذه التبريزي: ((أفضل من قرأت عليه أبوالعلاء)) (٧).

(٣) ثقافته وعلمه:


(١) إنباه الرواة على أنباه النحاة: [١/ ٨٤].
(٢) معجم الأدباء: [١/ ٤٠٥].
(٣) معجم الأدباء: [١/ ٤٠٥].
(٤) سير أعلام النبلاء: [١٨/ ٢٥].
(٥) نقلا عن سير أعلام النبلاء: [١٨/ ٢٧].
(٦) إنباه الرواة على أنباه النحاة: [١/ ٨٦].
(٧) سير أعلام النبلاء: [١٨/ ٢٧ـ ٣٣].

<<  <   >  >>