للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِلَيكَ وَيلُكَ عَمَّن كانَ مُمتَلِئًا ... وَيلًا عَلَيكَ وَوَيحًا غَيرَ مُنقَضِبِ [بحر البسيط]

((.. ((ويح)) كلمة تقال عند الترحم، وقيل: بل ((ويح)) قريبة من الويل، إلا أنها أقل جفاء منها، وقال بعضهم: ((ويح)) كلمة فيها استعتاب، يقال للرجل: ويحك، أما تفيق، ويحك، أما تصنع كذا؟!)) (١).

ومن أمثلة ظلال المعاني، قال التبريزي عند قول أبي تمام:

يا طالِبًا مَسعاتَهُم لِيَنالَها ... هَيهاتَ مِنكَ غُبارُ ذاكَ المَوكِبِ [بحر الكامل]

((أصل السعي المشيُ في الحاجة، ثم اخْتصت هذه الكلمة فجعلت المسعاة المكرمة التي يسعى لها، وأصل الكلمة أن تقع على الصغير والكبير ... ولكن الكلمة غلب عليها إرادة المدح، كما غلب على قولهم الساعي أن المراد به الذي يأخذ الصدقة من العرب)) (٢).

وقد يدخل التبريزي ـ من خلال الاستعمال اللغوي ـ في بعض الاستطرادات اللغوية البعيدة عن البيت وشرحه، ولكنها لا تخلومن فائدة للقارئ (٣).

*****

[٥) العنصر الخامس من عناصر المنهج: الاهتمام الدلالي بالكلمة]

من الأمور اللافتة للنظر أن التبريزي كان يهتم بدلالة الكلمة اهتماما شديدا ويتمثل هذا الاهتمام في:

ـ الاهتمام بالأصل الدلالي للكلمة وتتبع التطور الدلالي لها:

كان يهتم بالإبانة عن أصل الدلالي للكلمة، وكان هذا من مقتضيات شرح الديوان، وتوضيح معاني أبي تمام الذي كان كثير الاستعارات.


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٥٤٥ ـ ٥٤٦ب٢]، واستغل التبريزي الاستعمال في ضبط بنية الكلمة، يُنْظَرُ: [٢/ ١٠٣ب١١ رتك النعام]، [٤/ ٥٤٥ب١ نكب].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي: [١/ ٩٨ـ ٩٩].
(٣) تُنْظَرُ أيضًا المواضع الآتية: [٢/ ٣١٧، ب٤]، [٢/ ٦٣، ب٩]، [٢/ ٩٦، ب٢]، [٣/ ١٥٧، ب٤٨]، [٣/ ٢٦، ب٣٤]، [٣/ ٢٦٦، ب٣٩]، [٤/ ٣٦١، ب٤].

<<  <   >  >>