للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[(أ) إجادته للغة]

كان أبوالعلاء عالما باللغة حافظا لها، أخذ اللغة عن أبيه، وعن قوم من بلده، كبني الكوثر، أو من يجري مجراهم من أصحاب ابن خالويه وطبقته، وكان عنده من الطلبة من يطالع له التصانيف الأدبية، لغة وشعرا وغير ذلك (١)؛ وكان نتيجة كل هذا أن كان إليه ((المنتهى في حفظ اللغات)) (٢)، قال عنه ياقوت: ((كان عالما باللغة، حاذقا بالنحو)) (٣)، وقال صاحب الوافي بالوفيات: ((كان اطلاعه على اللغة وشواهدها أمرا باهرا)) (٤).

وأورد صاحب إنباه الرواه أن الخطيب التبريزي قرأ نسخة من كتاب

((إصلاح المنطق)) على أبي العلاء، وطالبه بسنده متصلا؛ فقال أبوالعلاء: ((إن أردت الدراية فخذ عني ولا تتعد، وإن قصدت الرواية فعليك بما عند غيري) ويعلق صاحب الإنباه على هذا بقوله: ((وهذا القول من أبي العلاء يُشعر أنه قد وجد من نفسه قوة على تصحيح اللغة، كما وجدها ابن السكيت مصنف الإصلاح، وربما أحس من نفسه أوفر من ذلك؛ لأن ابن السكيت لم يصادف اللغة منقحة مؤلفة، قد تداولها العلماء قبله، وصنفوا فيها وأكثروا، كما وجدها أبوالعلاء في زمانه)) (٥)

وقد بلغ من مكانة أبي العلاء في اللغة أنه كان يصحح بعض الأخطاء التي وقع فيها بعض الأعلام؛ يروي صاحب ((التنبيه)) على الأمالي أن أبا على القالي أنشد:

وَإِذا دَعَت قمريّةٌ شجنًا لها ... [بحر الكامل]

فقال صاحب ((التنبيه)):


(١) إنباه الرواة على أنباه النحاة: [١/ ٨٧].
(٢) سير أعلام النبلاء: [١٨/ ٢٥].
(٣) معجم الأدباء: [١/ ٣٩٧].
(٤) الوافي بالوفيات: [٧/ ٩٦].
(٥) إنباه الرواة على أنباه النحاة: [١/ ١٠٤].

<<  <   >  >>