للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشعراء، مثل: أبي تمام، والبحتري، وابن الرومي، وابن المعتز، وأمثالهم؛ فأخذ محاسنهم، ورأى أنموذج جيدهم؛ فنسج على ذلك المنوال)) (١).

[(٣) مذهبه في الشعر]

يقر كثير من الأدباء والشعراء أن أبا تمام كان صاحب ((مذهب)) في الشعر (٢)، وأنه قد كانت له ((فلسفة حسنة، ومذهب ليس على مذاهب الشعراء)) (٣)، قال ابن خلدون: ((وأول من أحكم الطريقة حبيب بن أوس والبحتري، فقد كانا مولعين بالصنعة، ويأتون منها بالعجب)) (٤)، وتتمثل بعض جوانب هذا المذهب وتلك الصنعة في ((أن أبا تمام أخذ نفسه باستعمال البديع، وأكثر منه؛ فجاء بالنادر والمستكره، وهذا معلوم من مذاهبه في أشعاره)) (٥). وأكثر أبوتمام من صور البديع إلى درجة الإسراف؛ ويروى أن يعقوب الكندي لما رأى كد أبي تمام ذهنه في تحلية شعره بالمعاني والبديع قال فيه: ((هذا رجل يموت قبل حينه؛ لأنه حمل على كيانه بالفكر)) (٦).

وأنكر الجرجاني في أسرار البلاغة، والمرزباني في الموشح على أبي تمام كثرة استعمال الغريب المصدود عنه من الكلمات وأسماء الأمكنة (٧)، ونقل ((ابن قتيبة (في عيون الأخبار ٢/ ١٦٥) أن أبا تمام هجا يوسف السراج المصري باستعمال الغريب


(١) الوافي بالوفيات: صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي [١١/ ٢٩٨]، (تحقيق إبراهيم شبوح، ط١ بيروت ٢٠٠٤
(٢) الأغاني: [١٤/ ٥١]، (تحقيق: أحمد زكي صفوت)، وقال الأصفهاني أيضا: ((وله مذهب في المطابق، وهو كالسابق إليه جميع الشعراء، وإن كانوا قد فتحوه قبله، وقالوا القليل منه؛ فإن له فضل الإكثار فيه، والسلوك في جميع طرقه)) [١٦/ ٣٨٣].
(٣) ديوان أبي تمام: [١/ ١٥٧]، الهامش (وهذا قول الآمدي فيه).
(٤) المقدمة: [٣/ ١١٧٤ ـ١١٧٥].
(٥) ديوان أبي تمام: [٢/ ٩٠]، الهامش (والكلام هنا لابن المستوفي).
(٦) تاريخ الآداب العربية: كارل بروكلمان، [٢/ ٧٣].
(٧) تاريخ الآداب العربية: كارل بروكلمان، [٢/ ٧٣].

<<  <   >  >>