للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعدى الأمر إلى توثيق من يعتمد عليهم عند شرح الألفاظ، قال أبوالعلاء: ((شُبَانة: اسم لم يذكر أهل اللغة الموثوق بهم له اشتقاقا)) (١).

وما قام به أبو العلاء في شرحه أمر استقر عليه علماء المناهج، إذ قرروا أنه ((من الضروري للباحث في التاريخ أن يتحرى نصوص هذه الأصول، ويتثبت من حرفية ألفاظها وعباراتها المخطوط منها والمطبوع، قبل أن يستخدم المعلومات الواردة بها)) (٢).

*****

ـ العنصر الثاني من عناصر المنهج توظيف قرينة (٣) السياق:

الاحتفاء بالقرائن أمر اعتنى به العلماء على اختلاف مشاربهم، من فقهاء، ومفسرين، وأصوليين، وبلاغيين، ونحويين.

فنجد الفقهاء مثلا يقررون قاعدة ((إذا قويت القرائن قدمت على الأصل))، بمعنى ((أن القرائن التي تحتف بالأحكام قد تقوى؛ فتقدم على الأصل)) (٤).

ونجد من بين المفسرين من يقول: ((إن القرآن يفسر بعضه بعضا، وإن أفضل قرينة تقوم على حقيقة معنى اللفظ، موافقته لما سبق له من القول، واتفاقه مع جملة المعنى، وائتلاف مع القصد الذي جاء له الكتاب بجملته)) (٥).


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٧٤].
(٢) د. حسن عثمان: منهج البحث التاريخي، ص١٠٥، دار المعارف، ط٧، ١٩٩٦م
(٣) في تعريفات الجرجاني ص ٢٢٣: ((القرينة في الاصطلاح أمر يشير إلى المطلوب، وهي إما حالية أو معنوية أو لفظية)).
(٤) الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي: القواعد والأصول الجامعة، ص ١١٣، ط١، ١٤١٣هـ / ١٩٩٣م، مكتبة ابن تيمية، القاهرة
(٥) تفسير المنار: ١/ ٢٠

<<  <   >  >>