(٢) تراجع جزئية: ((اللغة عند التبريزي))،ونشير إلى أن التبريزي اضطر إلى اللجوء إلى لغة العوام لتوضيح بعض أبيات أبي تمام التي استخدم فيها أبوتمام نفسه كلمات عامية، ومثال ذلك: قال التبريزي عند قول أبي تمام: لَم يُسَوَّد وَجهُ الوِصالِ بِوَسمٍ ال ... حُبِّ حَتّى تَكَشخَنَ العُشّاقُ [بحر الخفيف] ((تَكَشخَنَ: كلمة عامية لا تعرفها العرب، وإذا حملت على القياس فالصواب ((تكشخ))؛ لأنك إذا بنيتَ ((تَفَعَّل)) من سكران فالوجه أن تقول ((تَسَكَّر)) وأما مثل ((تَسَكْرن)) من السكران، و ((تعطشن)) من العطشان ـ فمعدوم قليل)) [ينظر:٤/ ٤٠٥ ـ ٤٠٦ب٦]. وفي بعض الأحيان نجد التبريزي يقبل ما يستخدم فيها ويجيزه، ومثال ذلك قوله عند بيت أبي تمام: مِن كُلِّ ضاحِكَةِ التَّرائِبِ أُرهِفَت ... إِرهافَ خوطِ البانَةِ المَيّاسِ [بحر الكامل] ((في النسخ ((ضاحكة الترائب))، وراية أبي العلاء: ((ضاحكة الشمائل)) ... والنحويون يذهبون إلى أن ((شِمالا)) يكون واحدًا وجمعا، والعامة يقولون: ((فلان حسن الشمائل))؛ يريدون به ((حسن الخلق والقد))، والاشتقاق يجيز ذلك)). [٢/ ٢٤٣ب٥].