للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهنا نشير إلى أن الفترة الزمنية التي تتحرك فيها كلمة ((يُقَال)) تشمل الفترة الزمنية قبل الإسلام وبعده حتى عصره. وكان التبريزي لا يجد حرجا أن تكون اللغة حتى عصره، وعلى كافة مستوياتها الفصيحة موضع استخدام عنده (١).

وتردد هذه الكلمة اللافت للنظر عند التبريزي يدل دلالة واضحة على تقيد التبريزي بـ ((السماع))، والاعتماد عليه بشدة في شرح الديوان. بل إننا نجد في أقواله ما يشير صراحة وضمنا لتفضيله ((السماع)) على ((القياس) وهو بذلك يكون مخالفا لأستاذه أبي العلاء:

ـ قال التبريزي عند قول أبي تمام:

وَبَيَّتَّ البَياتَ بِعَقدِ جَأشٍ ... أَشَدَّ قُوًى مِنَ الحَجَرِ الصَّلودِ [بحر الوافر]

((... ومن روى: ((أَمَرَّ قوًى)): فالمعنى أشدَّ إمرارًا؛ أي: فتلا، و ((أَشَدّ قُوًى)) أجود الروايتين؛ لأن المعروف أمررت الحبل بالهمز، وهم يجتنبون أن يبنى فعل التعجب على ((أَفْعَلَ)) في التفضيل، إلا في أشياء مسموعة. وقد ذهب بعضهم إلى أن ذلك قياس مطرد في كل فعل ماض على ((أفعل))؛ والأخذ بالسماع أحسن)) (٢).

ـ قال التبريزي عند قول أبي تمام:

ما خالِدٌ لي دونَ أَيّوبٍ وَلا ... عَبدُ العَزيزِ وَلَستُ دونَ وَليدِ [بحر الكامل]

((و ((وليد)): يعني به الوليد بن عبد الملك، فحذف الألف واللام وهوجائز. وقد استعمل ذلك الطائي كثيرا في مواضع، وهوجائز، إلا أن تركه أحسن)) (٣).

ـ قال التبريزي عند قول أبي تمام:

يَقولُ مَن تَقرَعُ أَسماعَهُ ... كَم تَرَكَ الأَوَّلُ لِلآخِرِ [بحر السريع]


(١) وهومسبوق في هذا بفكر أستاذه أبي العلاء.
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٣٨ب٢٧].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام: [١/ ٣٩٥ب٣٩].

<<  <   >  >>