للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((جعل ((مَنْ)) في معنى الجمع؛ لأنها عامة، تقع على الواحد، والاثنين، والمذكر، والمؤنث والجمع ... ولولا ذلك لم يحسُن أن يقول ((أسماعه))؛ لأنه لا يجمع سمع الإنسان الواحد، وإن كان جائزا، فليس بحسن)) (١).

وكان السماع عنده هوالذي مهد الطريق لـ ((تحديد المستعمل)) في اللغة من ((غير المستعمل))، وأيها ((أكثر استعمالا وترددا في النثر والشعر))، وما هو من

((كلام العرب))، وما هومن غيره، وما بناه أبوتمام على هذا المسموع، وما لم يبنه، ومثال ذلك قوله:

ـ ((التنائف: جمع ((تَنُوفة))؛ وهي القفر من الأرض. ولم يستعملوها إلا

بالزيادة، ولم يقولوا ((التُّنُف)))) (٢).

ـ ((والهَفْواء: فعلاء؛ من قولهم: هفا، يهفو. وهي كلمة قليلة في الاستعمال)) (٣).

ـ ((يقال غدا الشيء وأغداه، جائز في القياس، وهومفقود في المسموع)) (٤).

ـ قال التبريزي عند قول أبي تمام:

وَلِذاكَ كانوا لا يُرأَّسُ مِنهُمُ ... مَن لَم يُجَرَّب حَزمُهُ مُرؤوسا [بحر الكامل]

((هذا البيت مبني على قولهم: فلان قد آل وإيل عليه؛ أي: ساس وسيس)) (٥).

ومن نافلة القول أن نثبت أن هذا الاطلاع الواسع على المسموع مكنه من شرح الديوان:

ـ قال التبريزي عند قول أبي تمام:

إِن رُمتَ تَصديقَ ذاكَ يا أَعوَرُ الدََّجالُ فَالحَظهُمُ وَلا تَذُبِ [بحر المنسرح]


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ١٦١ب٦]. وينظر أيضا المواضع التالية: [٤/ ٣٩٩ب٢٧]، [٤/ ٤٥٦ب٢٦]، [٤/ ٢٩٠ب٢].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٧٤ب٢].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٣٥٦ ـ ٣٥٧].
(٤) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٢٠٥ب١٩].
(٥) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٧٠ب٣٢]، وينظر أيضا [٤/ ٥٤٩ب٢٠]

<<  <   >  >>