للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي ختام هذه الجزئية نقول: إذا كانت من وظائف القياس ((استنباط قاعدة أوتعليل ظاهرة، أورفض ظاهرة)) (١)، فإننا نضيف أن من وظائفه أيضا إثبات أسلوب شاعر أو نفيه.

******

[الإجماع عند أبي العلاء]

لم يتجمع لدى الباحث قدر من المعلومات يستطيع بوضوح من خلالها أن يتبين وجهة نظر أبي العلاء في الإجماع.

وقد وقف البحث على نصين لأبي العلاء أحدهما يفهم منه ضمنا وعي أبي العلاء بهذا المصطلح، وآخر ينص صراحة على على هذا ((المصطلح)).

أما الموضع الأول، فيقول أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

لَم تَطلُعِ الشَّمسُ فيهِ يَومَ ذاكَ عَلى ... بانٍ بِأَهلٍ وَلَم تَغرُب عَلى عَزَبِ [بحر البسيط]

((أهل اللغة يختارون بنى فلان على أهله، ويكرهون: بنى بها، وأصل ذلك أنهم كانوا إذا أعرسوا بنوا القباب على العرائس، والمتعارف في كلامهم بنى على المرأة القبة، ولايمنع القياس دخول الباء في هذا الموضع)) (٢).

أما الموضع الثاني الذي ورد فيه مصطلح ((الإجماع)) صراحة فهو:

يقول أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

أَنا أَفدي ساجي الجُفونِ يُسَمّى ... وَيُكَنّى بِبَعضِ عَبدِ الحَميدِ [بحر الخفيف]

((.. وقوله: ((وَيُكَنّى)) إنما يعني الاسم الآخر من أسماء الكنية؛ فقد يجوز أن يُكنى بهذه الأسماء التي تقدم ذكرها، وغيرها مما يُستغنى عن الإتيان به، وقال في أبيات أخرى:

الحُسنُ وَالطيبُ إِذا استُجمِعا ... عَبدانِ عِندي لِأَبي عَبدِ [بحر السريع]


(١) اللغة وأنظمتها: د. نادية رمضان، ص ١٥٦.
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٥٥ـ ٥٦ب٣١].

<<  <   >  >>