للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣) العنصر الثالث من عناصر المنهج: توظيف الخصائص والسمات الأساسية للبيئة اللغوية الفصيحة المستقرة في عصره في شرح الديوان]

على نهج أستاذه كان التبريزي يستخدم خصائص البيئة اللغوية المستقرة في عصره لشرح الديوان، فهي عنده أيضًا كانت بمثابة المعيار الثابت الذي يحتكم إليه ـ عند شرحه ـ لبيان اقتراب أوابتعاد الديوان من هذا المعيار.

وقبل تقديم هذا الاقتراب أوالابتعاد يجب أن نقدم تصور التبريزي للغة.

* اللغة عند التبريزي:

من خلال تتبع شرح التبريزي نستطيع أن نرسم صورة للغة عنده، وهي كالتالي:

تنقسم اللغة عنده إلى قسمين: لغة العامة، ولغة أهل العلم.

أما لغة العامة فهي تتسم بـ:

• أن لها كيانها الخاص وأساليبها الخاصة بها وألفاظًا مصطلحًا عليها داخلها.

ـ قال التبريزي عند قول أبي تمام:

أَخَرِستَ إِذ عايَنتَني حَتّى إِذا ... ما غِبتَ عَن بَصَري ظَلِلتَ تَشَدَّقُ [بحر الكامل]

((هذا معنى يتردد في كلام الخاص والعام، يقول: إذا رآني سكتَ فلم ينطق، وإذا غبت تشدق بالقول)) (١).

ـ وقال التبريزي: ((العامة يقولون: نظر إليهم الزمن إذا فعل بهم فِعْلا قبيحًا، وقد استعملوا ذلك في العصر القديم ... وإنما هواصطلاح من العامة؛ لأن النظر إلى الإنسان ممن فوقه جائز أن يجلب إليه خيرا أوشرا)) (٢).

ـ وقال: ((والعامة إذا قالوا للرجل هوابن الطريق؛ نسبوه إلى أنه وُجِدَ منبوذًا)) (٣).

ـ وقال التبريزي عند قول أبي تمام:


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٣٩٥ب١٢].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٤٧١ب٢].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ١٧٩ ب٥١].

<<  <   >  >>