للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ قال عند قول أبي تمام:

راحٌ إِذا ما الراحُ كُنَّ مَطِيَّها ... كانَت مَطايا الشَوقِ في الأَحشاءِ [بحر الكامل].

((و ((الكذج)): كلمة لم تستعملها العرب، ولا استعملت الكاف والذال والجيم فيما يعرف من الثلاثي)) (١).

ـ وقال: ((ولهيعة مشتق من اللهع، وهوالتَّشَدُّق في الكلام ... وقليل في كلامهم أن تجيء الهاء بعد العين؛ لأنهما حرفا حلق)) (٢).

وقد تنبه الخليل من قبل أبي العلاء والتبريزي بوجود هذه القوانين الصوتية مستندًا في ذلك على ((ثقافته اللغوية وخبرته الصوتية في معرفة التجمعات الصوتية المسموح بها وغير المسموح بها في اللغة العربية)) (٣)؛ لذلك نجده في كتابه العين ينبه على وجود أبنية مستعمله وأخرى مهملة، وهذا الإهمال بسبب ((عدم استعمال العرب له أو لأن القوانين الصوتية تأباه)) (٤).

- وفي بعض المواضع أشار التبريزي إشارات يُفْهَمُ منها أن معظم الألفاظ تتخذ من مكوناتها الداخلية ما تحتاط به من التباس معناها بمعنى لفظة أخرى مشابهة لها.

ـ قال عند قول أبي تمام:

راحٌ إِذا ما الراحُ كُنَّ مَطِيَّها ... كانَت مَطايا الشَوقِ في الأَحشاءِ [بحر الكامل].

((... الراح الأولى الخمر، وهي من ذوات الياء، لقولهم: ((رِياح)) في معنى ((راح))، ومنها اشتقاق ((الأريحيّ والأريحية)) ... وكأنهم إذا استعملوا الشيء بالواووالياء؛ فرقوا بإبدال إحداهما من الأخرى؛ ليكون ذلك أقل للبس؛ لأنهم لوقالوا: ((رجل أروحي)


(١) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٨ب٣١]. وينظر أيضا: ٣/ ١٣٨ب٣٨
(٢) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٣٤٧ب٢].
(٣) د. حلمي خليل: الكلمة دراسة معجمية لغوية، ص ٢٥
(٤) د. محمد عبد الحفيظ العريان: المعاجم العربية المجنسة، ص٥٨، الناشر: دار المسلم ١٩٨٤م

<<  <   >  >>