للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجوز في القياس يخرج به سماع، فإذا حذا إنسان على مُثُلهم، وأمَّ مذهبهم لم يجب عليه أن يورد في ذلك سماعًا، ولا أن يرويه رواية)) (١).

ويقول أبوالبركات الأنباري في ((لمع الأدلة في أصول النحو)) في مطلع الفصل الحادي عشر الذي عنونه بـ ((في الرد على من أنكر القياس)) ما نصه:

((اعلم أن إنكار القياس في النحولا يتحقق؛ لأن النحوكله قياس، ولهذا قيل في حده: النحوعلم بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب، فمن أنكر القياس؛ فقد أنكر النحو، ولا نعلم أحدًا من العلماء أنكره لثبوته بالدلائل القاطعة والبراهين الساطعة)) (٢).

وقد رأى مجمع اللغة الأخذ ((بعربية)) ما يأتي على ((القياس)) من ألفاظ اللغة استنادا ((على ما قاله ابن جني وعلى أدلته في كثير من المسائل الأخرى)) (٣).

- تسكين الفتحة عند العرب مرفوض، بل التسكين للضمة والكسرة:

ذكر التبريزي في أحد المواضع أن تسكين العرب للحرف المفتوح مرفوض وإنما التسكين للضمة والكسرة.

ـ قال عند قول أبي تمام:

أَذكَرتَنا المَلِكَ المُضَلَّلَ في الهَوى ... وَالأَعشَيَينِ وَطَرفَةً وَلَبيدا [بحر الكامل]

((وأكثر الرواية: ((وطَرْفَة))؛ يعني طرفة بن العبد، والرواة كالأصمعي وغيره يقولون: طَرَفَة؛ بتحريك الراء .. ولا ينبغي أن يُحمل على أن الطائي سَكَّنَ الراء؛ إذ كان ذلك مستنكرا؛ لأنهم لا يقولون في شَجَرَة شَجْرة، ولا في حَجَر حَجْر؛ لأن تسكين الفتحة عندهم مرفوض، وإنما يسكنون الضمة والكسرة؛ فيقولون في

عَضُد: عَضْد، وفي نمِر: نَمْر)) (٤).

****


(١) الخصائص: ١/ ٣٦٢
(٢) رسالتان لابن الأنباري، الإغراب في جدل الإعراب، ولمع الأدلة في أصول النحو: لأبي البركات الأنباري، ص ٩٥، [تحقيق سعيد الأفغاني، مطبعة الجامعة السورية، ١٩٥٧م]
(٣) النحوالوافي: ٣/ ١٨٩، الهامش.
(٤) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٤٠٧ب٦].

<<  <   >  >>