للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- عادة العرب في تخفيف الهمزة:

يوضح التبريزي طريقة العرب في تخفيف الهمزة فيقول: ((عادة العرب إذا خففوا الهمزة في مثل ((يلؤُم)) أن يلقوا الحركة على اللام، ويحذفوا الهمزة؛ فيقولوا: ((يَلُم)) وفي ((يسْأم)): يَسَم، وفي ((يَنْئِم)): يَنِم. وبعضهم يقول: يَلُوم، ويسام ويَنِيم الليث، وذلك رديء، قليل في كلامهم)) (١).

وقال عند قول أبي تمام:

فَكَّت أَكُفُّ المَوتِ غُلَّ قَصائِدي ... عَنهُ وَضَيغَمُها عَلَيهِ يَزيرُ [بحر الكامل]

((قوله: ((يَزِيرُ)) يُقال: زأرَ الأسدُ ويزأَر، فقوله: ((يَزِيرُ)) على لغة من قال يَزئِر، والمستعمل في كلام العرب أنهم إذا ألقوا حركة الهمزة على ما قبلها طرحوها من الكلمة، والقياس أن يقولوا إذا خففوا الهمزة في يَزْئِر يزر، وإذا خففوا من يزأرُ قالوا يَزَرُ، كما قال كُثَيِّر:

لا أَنزُرُ النائِلَ الخَليلَ إِذا ... ما اعتَلَّ نَزرُ الظؤورِ لَم تَرِمِ [بحر المنسرح]

يريد لم تَرأم، والقياسُ يدلُّ على جواز قولهم يَزِيرُ في يزئر، وذلك أنهم لما ألقوا حركة الهمزة على الزاي بقيت ساكنة فجعلوها ياءً، كما جعلوها كذلك في بِئْر وذِئْبٍ، وقد حكوا: أمرٌ مثير، في معنى: مُثْئِر)) (٢).

****


(١) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ٢٩١ب٢١].
(٢) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٢٥٨ب٣].

<<  <   >  >>