للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٣) الإشارة إلى قياسية التضمين في تحويل الفعل اللازم إلى متعد والعكس:

ـ قال عند قول أبي تمام:

هُما أَظلَما حالَيَّ ثُمَّتَ أَجلَيا ... ظَلامَيهِما عَن وَجهِ أَمرَدَ أَشيَبِ [بحر الطويل]

((جعل (أظلم) هاهنا متعديا، وذلك قليل في الاستعمال، وهوفي القياس جائز)) (١).

والتضمين ((هو أن تُشرب لفظا معنى لفظ، وإذا كان فعلا أو مصدرا أعطي حكمه، فعُدي بما يعدى إليه)) (٢).

((أن المخففة)) من الثقيلة:

أشار أبوالعلاء إلى جواز نصب ((ما)) بعد ((أَنْ)) المخففة من الثقيلة.

وقد أشار النحاة إلى أنه ((إذا خُفِّفَت أَنْ المفتوحة بقيت على ما كان لها من العمل، لكن لا يكون اسمها إلا ضمير الشأن محذوفا، وخبرها لا يكون إلا جملة)) (٣).

ولكن أبا العلاء أجاز نصب الاسم الواقع بعدها، قال عند قول أبي تمام:

وَضَرَبتَ أَمثالَ الذَّليلِ وَقَد تَرى ... أَن غَيرُ ذاكَ النقضُ وَالإِمرارُ [بحر الكامل]

((... أراد ((أنَّ)) المشددة فخفَّف، فإذا خففت، فالأجودُ أن ترفع ما بعدها، والنصب جائز)) (٤).

وقول أبي العلاء أنَّ ((أنْ ترفع ما بعدها وهو الأجود)) هو ترجيح لمذهب سيبويه والكوفيين، الذي يقول ((إنها لا تعمل شيئا لا في ظاهر ولا في مضمر، وتكون حرفا


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٥٠].
(٢) د. شوقي ضيف: المدارس النحوية، ص ٢٧٥ وأشار د. شوقي إلى أن أول من كشف هذا التضمين وأوضحه في أمثلة كثيرة ابن جني.
(٣) شرح ابن عقيل: ص ٨٧
(٤) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ١٧٢ب٣٠].

<<  <   >  >>