للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢] الإضافة المحضة تفيد التعريف أوالتخصيص للمضاف والإضافة غير المحضة ليس لها تأثير على المضاف:

نص النحاة على نوعين من الإضافة: النوع الأول: الإضافة المحضة أوالمعنوية، ((وهي التي تكون خالصة من تقدير الانفصال)) (١)، أوهي ((ما كان فيها الاتصال بين الطرفين قويا، وليست على نية الانفصال لأصالتها ولأن المضاف ـ في الغالب ـ خال من ضمير مستتر يفصل بينهما)) (٢). والثانية: الإضافة غير المحضة، أواللفظية؛ لأنها في تقدير الانفصال)) (٣).

أشار أبوالعلاء في مَوْضِعَين إلى تأثير المضاف إليه على المضاف من حيث التعريف والتخصيص. وأشار إلى قاعدة مهمة تحكم تأثير المضاف إليه على المضاف فقال: ((وإنما يحسن الانفصال إذا كان المضاف إليه يمكن فكه من الأول وإضافته إلى المضمر، مثل أن يقال مررت برجل كريم الأب؛ فكريم نكرة؛ لأنه يحسن أن تقول مررت برجل كريم أبوه)) (٤).

ـ وقال عند قول أبي تمام:

أَدنَيتُ رَحلي إِلى مُدنٍ مَكارِمَهُ ... إِلَيَّ يَهتَبِلُ اللَّذ حَيثُ أَهتَبِلُ [بحر البسيط]

((يجوز ((مُدْني مكارِمهِ)) على الإضافة، و ((مُدْنٍ مكارمه)) بالتنوين، وإذا أضيف فهونكرة؛ لأن إضافته غير محضة)) (٥).


(١) أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك: ابن هشام، ٣/ ٨٧ هامش المحقق، [تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا بيروت]
(٢) النحوالوافي: ٣/ ٣
(٣) أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك: ابن هشام، ٣/ ٩٢ هامش المحقق.
(٤) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٦٩ـ ٧٠ب٨].
(٥) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١٨ب٤٢]. ويؤكد التبريزي نفس كلام أبي العلاء السابق إذ قال عند قول أبي تمام:
عَهدي بِمَغناكَ حُسّانَ المَعالِمِ مِن ... حُسّانَةِ الوَردِ وَالبَردِيِّ وَالعَنَمِ [بحر البسيط].
((ويحتمل حُسَّانة الورد: أن تكون معرفة ونكرة، فإذا كانت معرفةً فالإضافة على غير انفصال، وإذا كانت نكرة فالإضافة منفصلة في التقدير، كأنه قال: من حُسَّان وردها وبَرْدِيُّها وعنمها، فهي في الوجه الأول مضافة إلى ما هي مشبهة به، وليس لها ولا في خلقتها، وهي في الوجه الثاني مضافة إلى ما هوبعضها إلا أنها إضافة غير محضة، كما تقول مررت بامرأة حسنة الوجه واليد والساق، والمعنى بامرأة حسن وجهها ويدها وساقها وهذه الأشياء من
جسدها)). [٣/ ١٨٥ب ٥]

<<  <   >  >>