للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهم)) (١). ويزيد الأستاذ عباس حسن الصورة وضوحا فيقرر أنه ((إذا لم تكن الدلالة على التفضيل باقية، أو كانت عامة يقصد منها الزيادة على المضاف إليه وعلى غيره فإن المضاف إليه لا يكون مفضولا، ولا يشترط في المضاف حينئذ أن يكون بعضًا منه؛ فقد يكون بعضًا أو لا يكون؛ ومثال ما ليس بعضا: يوسف أفضل إخوته. تريد: أنه فاضل فيهم، ولا تريد التفضيل، ولا أنه يزيد عليهم في

الفضل)) (٢).

[٤] جواز حذف الهاء من الكلمة إذا أضيفت:

من لطيف إشارات أبي العلاء إشارته إلى إمكانية حذف الهاء من الكلمة؛ لأن العرب يجترئون على ذلك.

وَيَومٍ أَمامَ المُلكِ دَحضٍ وَقَفتَهُ ... وَلَوخَرَّ فيهِ الدينُ لَانهالَ كاثِبُه [بحر الطويل]

((.. وتستعمل ((الكاثبة)) في الإنسان، وهي الكَتد أونحوه، ولا يعرف إلا بالهاء، فإن كانت اللفظة يراد بها ذلك؛ فيجوز أن يكون حذف الهاء لمكان الإضافة؛ لأنهم يجرؤون على حذفها مع المضاف، كما قالوا: إلاحُ الرجل، يريدون إلاحته، وقام وُلاها؛ أي: وُلاتها)) (٣).

والنص السابق يثير بعض الملحوظات:

١ـ أن أبا العلاء يسمى تاء التأنيث المربوطة في ((كاثبة، وإلاحة (٤)، وولاة)) هاءًا، وهو أمر لا نسلم فيه لأبي العلاء؛ إذ ((لا توجد علاقة صوتية بين التاء والهاء، وإنما تطور المسألة أن التاء سقطت حين الوقف على المؤنث؛ فبقي المقطع السابق


(١) شرح الأشمونى لألفية ابن مالك: ٢/ ٣٠٦
(٢) النحو الوافي: ٣/ ٤٢٣
(٣) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٢٣٠ـ ٢٣١ب٣٥].
(٤) جاء في تهذيب اللغة للأزهري ٥/ ١٦١: ((كل من لمع بشيء فقد ألاح ولوَّح به. الحراني عن ابن السكيت: يُقال ألاح من ذلك الأمرِ؛ إذا أشفق منه، يُليحُ إلاحة)).

<<  <   >  >>