للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المواضع الأخرى التي أظهر فيها التبريزي التضمين قوله عند قول أبي تمام:

إِذا خُراسانُ عَن صِنَّبرِها كَشَرَت ... كانَت قَتادًا لَنا أَنيابُها العُصُلُ [بحر البسيط]

((وقوله: كانت قتادا؛ أي: مثل القتاد، وأنيابها: مرفوعة بـ ((قتاد) كما يقال: كان فلان قتادًا جانبه، فقتاد قد ناب مناب الفعل)) (١).

ـ قال عند قول أبي تمام:

أَيُّها الغَيثُ حَيِّ أَهلا بِمَغداكَ وَعِندَ السُّرى وَحينَ تَؤوبُ [بحر الخفيف]

((ومن روى ((حَيَّ أهلا)) فهذه كلمة مرفوضة إلا أن يجعل ((حيَّ)) في معنى هلُمَّ، وينصب ((أهلا)) بفعل مضمر)) (٢).


(١) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٥٢٧ب٨].
(٢) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٢٩٣ب٧]. ولم ينفرد التبريزي بإشاراته عن التضمين بل سبقه أبوالعلاء ببعض الإشارات منها:
ـ ((ويقبح: زعمتُ زيدٌ مُنطلق، إلا أن تجعل زعمت في معنى قلت)). [١/ ٤٣ب٦]
ـ وقال عند قول أبي تمام:
غَزوَةٌ مُتبِعٌ وَلَوكانَ رَأيٌ ... لَم تَفَرَّد بِهِ لَكانَت سَلوبا [بحر الخفيف].

((ويجوز رفع ((رأي)) على أن يكون ((كان)) في معنى وقع، ونصبه على أن يكون في ((كان)) ضمير)). [١/ ١٧٠ب٤٥]
ـ وقال عند قول أبي تمام:
وَأَرادوكَ بِالبَياتِ وَمَن هَ ... ذا يُرادي مُتالِعًا وَعَسيبا [بحر الخفيف]
((ومن جعل ((ذا)) زائدة في قوله: ماذا فعلت؟ لم يبعد أن يجعل هذا زائدة في بيت الطائي. ولم يُرِدْ إلا أن يجعل ((هذا)) في معنى الذي)). [١/ ١٦٧ ـ ١٦٨ب ٣٧]
= ويجوز ـ كما أشارأبوالعلاء ـ تضمين الفعل الماضي زمن الفعل المضارع لوجود قرينة السياق. قال عند قول أبي تمام:
مَتى تُنِخ تَرحَل بِتَفضيلِهِ ... أَوغابَ يَومًا حَضَرَت بِالمَغيبْ [بحر السريع].
((قال: أوغاب، فجاء بالفعل الماضي، وهذا جائز على تقدير الفعل المضارع؛ لأنك إذا قلت: إن قُمْت قمتُ؛ فالمعنى: إن تقم أقم)). [٤/ ٥٠ب١٦]

<<  <   >  >>