للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طلَبت رَبيعَ رَبيعَةَ المُهمي لَها ... فَوَرَدنَ ظِلَّ رَبيعَةَ المَمدودا [بحر الكامل]

((والأحسن أن تكون الإضافة هاهنا على معنى ((من))؛ لأنها إذا كانت بمعنى اللام جاز أن يتوهم السامع أنه ربيع لربيعة دون غيرها من القبائل)) (١).

• حروف الجر عند التبريزي:

من الحقائق اللغوية التي ذكرها التبريزي عن حروف الجر ـ التبادلُ الذي يقع بين معانيها، فحروف الخفض ـ كما يذكر اسمها التبريزي ـ يقوم بعضها مقام بعض، قال: ((وحروف الخفض يقوم بعضها مقام البعض)) (٢). وقال في موضع آخر: ((وهم يتسعون في حروف الخفض؛ فيضعون بعضها موضع بعض)) (٣).

ويذكر في شرحه ما يدل على أن:

(١) ـ ((إلى بمعنى اللام)) (٤). (٢) ـ ((من بمعنى الباء)) (٥).

(٣) ((الباء توضع موضع في؛ تقول: فلان بالبصرة، كما تقول فيها)) (٦).


(١) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٤١١ـ ٤١٢ب١٦].
(٢) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١١٩ب١٨]، وهذه العبارة ذكرها أبوالعلاء بنصها تقريبا فقال: ((وحروف الخفض ينوب بعضها مناب بعض كثيرا، وشائع في الكلام أن تقول: في هذا البساط نقشٌ حسن، وعلى هذا البساط)). [٢/ ٤٥٨ب٥]
(٣) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ٢٣٠ب٤٧]. ونحب أن نشير هنا أن المشهور من حروف الجر عشرون و ((أن كل حرف من هذه العشرين قد يتعدد معناه، وقد يشاركه غيره في بعض هذه المعاني؛ أي: أن المعنى الواحد قد يؤديه حرفان أوأكثر. وللمتكلم أن يختار من الحروف المشتركة في تأدية المعنى الواحد أوغير المشتركة، ما يشاء مما يناسب السياق. غير أن الحروف المشتركة في تأدية المعنى الواحد قد تتفاوت في هذه المهمة، فبعضها أقوى على إظهاره من غيرها)). [النحوالوافي: ٢/ ٤٥٥]
(٤) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١١٩ب١٨].
(٥) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ٩٠ب١٢ ـ ١٣].
(٦) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٤١ب١٩]. ومما أشار إليه أبوالعلاء في هذا المقام إمكانية أن تجعل ((الباء)) بمعنى ((من)). [٣/ ١٦٤ب٢٦]، ومن المعاني التي ذكرها لحرف الجر ((الباء)): الجزاء والمكافأة، قال: ((الباء لمعنى الجزاء والمكافأة، كما تقول للرجل: خذ هذا الدرهم بما خدمتني؛ أي: من أجل خدمتك إياي)). [١/ ١١٨]، وقال في موضع آخر:

((أهل اللغة يختارون بنى فلان على أهله، ويكرهون بنى بها، وأصل ذلك عندهم أنهم كانوا إذا أعرسوا بنوا القباب على العرائس، والمتعارف في كلامهم بنى على المرأة القبة، ولا يمنع القياس دخول الباء في هذه المواضع، ويكون المعنى: بنى بأهله؛ أي من أجلهم، كما يقال للرجل: خذ هذا بما فعلت في الدهر الأول؛ أي من أجله)). [١/ ٥٥ـ ٥٦]

<<  <   >  >>