للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحروف الخفض مصطلح تردد عند أعلام مدرسة الكوفة، قال الإمام أحمد ابن يحيي أبو العباس ثعلب إمام الكوفيين في النحو واللغة (١): ((الباء أدخل في حروف الخفض من الكاف؛ لأن الكاف تكون اسما)) (٢). أما مصطلح حروف الجر فقد تردد عند سيبوبه في أكثر من موضع منها قوله: ((هذا باب ما لا يجوز فيه الإضمارُ من حروف الجر)) (٣).

ج ـ أن المصطلحات غير المستقرة هي مصطلحات ((طويلة)) نسبيا بالمقارنة بالمصطلحات عند ابن هشام، المتوفي في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري

وطول المصطلح سمة اتصف بها نحاتنا الأقدمون، وعلى رأسهم سيبويه (٤)، فقد شاع ((في كثير من تآليف ذلك العصر المبكر نحوية وغير نحوية إطالة تراجم الأبواب أوعناوينها تحقيقا لأغراض محددة هي:

١ـ تحقيق الإعلام بمضمون الباب في ترجمته أوعنوانه.

٢ـ تحقيق بيان المناسبة بين ترجمة الباب أوعنوانه، وبين المعلومات الواردة فيه.

٣ـ الدلالة على مطابقة العنوان لما يرد تحته)) (٥).

غير أنه ـ وهذه هي طبيعة المصطلحات ـ في المراحل اللاحقة بدأ المصطلحات في اختصار نفسها، ليسهل حفظها وترددها.


(١) معجم الأدباء: ٢/ ٥٣٦
(٢) تفسير القرطبي: ٩/ ١٨٢
(٣) الكتاب: ٢/ ٣٨٣، وبقية المواضع: ٣/ ٧٩، ٣/ ١٤٧، ٣/ ١٥٤، ٣/ ٢٢٠، ٣/ ٢٦٨، ٣/ ٤٩٦
(٤) لاحظ هذا عدد من العلماء منهم: الشيخ عبد الخالق عضيمة في دراسته لأسلوب الكتاب ص ٩٦، والأستاذ: علي النجدي ناصف، في كتابه: سيبويه إمام النحاة، ص ١٥٩، [يُنْظَرُ: الفرار من الإبهام، إيثار الوضوح وأثره في صياغة المصطحات النحوية: د. خالد فهمي، ص ٥٠٩ ـ ٥١٠، بحث ضمن كتاب المؤتمر الثالث للعربية والدراسات النحوية، دار العلوم، ٢٠٠٥ م، بعنوان: العربية بين نحوي الجملة ونحوالنص]
(٥) إيثار الوضوح وأثره في صياغة المصطحات النحوية: د. خالد فهمي، ص ٥١١

<<  <   >  >>