للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((السالبات: بدل من خرده)) (١).

[٦] لما الظرفية:

من وسائل التماسك التي أبرزها التبريزي ((لَمَّا)) الظرفية الزمانية، والتي من خواصها أنها ((بمعنى حين، مبنية على السكون في محل نصب، وتسمى أحيانا حرف وجود لوجود، وسماها بعضهم حرف وجوب لوجوب؛ ولذا فهي تحتاج إلى متعلق وإلى جملتين في الغالب، وأن يكون فعل كل منهما ماضيا)) (٢).

قال أبوتمام:

فَلَمّا تَراءَت عَفاريتُهُ سَنا كَوكَبٍ جاهِلِيِّ السَّناءِ

وَقَد سَدَّ مَندوحَةَ القاصِعاءِ مِنهُم وَأَمسَكَ بِالنافِقاءِ

طَوى أَمرَهُم عَنوَةً في يَدَيهِ طَيَّ السِّجِلِّ وَطَيَّ الرِّداءِ [بحر المتقارب]

((طوى في أول البيت متصل بـ ((لَمّا تَراءَت)) لأن ((لما)) تفتقر إلى فعلين)) (٣).

• التماسك الدلالي بلا رابط:

أحيانا يظهر التماسك الدلالي بين بيتين أوأكثر، بحيث تتوقف دلالة بيت سابق على دلالة بيت لاحق أوالعكس؛ فقد يكون ((البيت لشدة تماسكه دلاليا بالذي يليه، خاليين من الروابط اللفظية؛ لكي تربطهما الدلالة)) (٤).


(١) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٤٢٤ب٣]، وتُنْظَرُ أيضًا المواضع الآتية: [١/ ٤١٤،٤١٥ب٢٥]، [٣/ ٤٤ب٤٤]، [٣/ ٢٧٤ب١٣]
(٢) المعجم الوافي في أدوات النحوالعربي: د. علي توفيق الحمد، ويوسف جميل الزغبي، ص ٢٨٦
(٣) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ١٩ب٢١]، ومما يتصل بأدوات التماسك أيضا بالإضافة إلى ما سبق ((متعلق حرف الجر)) وذلك أنَّ تعلُّقَ حرفِ الجر بالفعل أوما يشبهه هوارتباطه به ارتباطًا معنويًا؛ ليكون من متمِّماتِ ذلك العاملِ وقيوده، تُنْظَرُ المواضع الآتية في هذه الجزئية: [٢/ ١٨٩ب٢٤]، [٢/ ١٠٦ب٢٥]، [٢/ ٤٤ب٣]، [٢/ ٤٥، ٤٦ب٧]، [٢/ ٣٤ب٦]
(٤) علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق: د. صبحي إبراهيم الفقي، ص ١٤١

<<  <   >  >>