للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((.. يبين في كلام الطائي أنه كان يختار إظهار علامة الجمع في الفعل، مثل قوله: ((صُمنَ آمالي) ولوقال: ((صام آمالي)) لاستقام الوزن، وقد جاء بمثل ذلك في غير هذا الموضع، وهوعلى منهاج قول الفرزدق: ((يَعْصِرن السليط أقاربه)))) (١).

وـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

عالي الهَوى مِمّا تُعَذِّبُ مُهجَتي ... أُروِيَّةُ الشَّعفِ الَّتي لَم تُسهِلِ [بحر الكامل]

((.. وبعضهم يروى: ((مما ترقص هامتي) أي: تلعب بعقلي حتى تُرَقِّص مني الهامة، وهذه الرواية أشبه بمذهب الطائي؛ لأنه يُؤْثِر الاستعارة)) (٢).

ز ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

بِكُلِّ فَتى ضَربٍ يُعَرِّضُ لِلقَنا ... مُحَيًّا مُحَلًّى حَليُهُ الطَّعنُ وَالضَّربُ [بحر الطويل]

((الأشبه بصناعة الطائي أن يكون ((فتى)) منونا)) (٣).

وتستوقفنا عبارات مهمة في نصوص أبي العلاء السابقة، وهي: ((وله عادة بذلك)((ومن عرف مذهب الطائي)((يبين في كلام الطائي أنه يختار)

((والتخفيف أشبه بمذهب الطائي)) ...

كل هذه العبارات وغيرها تدل على وقوف أبي العلاء على تكرار بعض السمات اللغوية عند أبي تمام، منها على سبيل المثال: ((إظهار علامة الجمع في الفعل)).


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢١٤ب١].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ٣٤ب٧].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٩٢ب٤٢]. وبقية مواضع هذه القرينة في ديوان أبي تمام هي كما يلي: [١/ ١٤٣]، [١/ ١٦٧، ب٣٦]، [١/ ٢٩٩، ب١]، [١/ ٤٨، ب١٨]، [٢/ ١٧٤، ب٣٦]، [٢/ ١٨٣، ب٥]، [٢/ ١٩٢ ـ ١٩٣، ب٧]، [٢/ ٢٦٣، ب٣]، [٢/ ٤٠٧، ب٤]، [٢/ ٤١٧ ـ ٤١٨، ب٢٣]، [٣/ ٢١ ـ ٢٢، ب٣]، [٣/ ٥١، ب١٤]، [٣/ ٦١، ب١]، [٣/ ٨٢ ـ ٨٣، ب١٨]، [٤/ ١٢٣، ب٩]، [٤/ ٥٦٣ ـ ٥٦٤، ب٥]، وينبغي أن نشير أن هذه المواضع وغيرها تدل على أن علماءنا كانوا على وعي تام بأن لكل شاعر خصائصه الأسلوبية التي تميزه عن غيره.

<<  <   >  >>